الأربعاء, 9 يوليو 2025 05:42 PM

كارثة العصر البرمي الثلاثي: كيف تحولت الأرض إلى دفيئة حرارية لخمسة ملايين سنة؟

كارثة العصر البرمي الثلاثي: كيف تحولت الأرض إلى دفيئة حرارية لخمسة ملايين سنة؟

أخبار سوريا والعالم/ قبل نحو 252 مليون سنة، شهدت الأرض أكبر كارثة في تاريخها، وهي "انقراض العصر البرمي الثلاثي"، الذي أودى بحياة ما يقرب من 94% من الأنواع البحرية و70% من الفقاريات البرية.

يعزو العلماء السبب الرئيسي لهذه الكارثة إلى الانفجارات البركانية التي حدثت في سيبيريا، والتي أطلقت كميات هائلة من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما أدى إلى ارتفاع حاد في درجة الحرارة وتحول الكوكب إلى ما يشبه "بيت زجاجي جحيمي" استمر لملايين السنين.

تشير دراسة جديدة إلى أن ارتفاع درجة حرارة الأرض كان سريعًا للغاية، مما تسبب في انقراض الغطاء النباتي في خطوط العرض المنخفضة إلى المتوسطة، وخاصة الغابات الاستوائية المطيرة.

بعد الكارثة، اختفت الغابات الاستوائية المطيرة ومستنقعات الخث التي كانت تمتص الكربون، وحلت محلها نباتات بدائية. أدى ذلك إلى تباطؤ دورة الكربون، وبقيت غازات الدفيئة لفترة أطول في الغلاف الجوي، مما حافظ على درجات الحرارة القصوى. ولم يبدأ المناخ في التعافي تدريجيًا إلا بعد حوالي خمسة ملايين سنة، عندما بدأت النباتات في استعادة عافيتها.

يتفق العلماء على أن هذا الحدث نتج عن انبعاثات حادة من غازات الدفيئة، مما أدى إلى احترار الأرض بشكل مكثف وسريع. ومع ذلك، ظل استمرار هذه الظروف الحارة المتطرفة لملايين السنين لغزًا. وقد تم تقديم حل لهذا اللغز في دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Communications.

كان اندلاع كميات هائلة من الصهارة من منطقة البراكين السيبيرية (Siberian Traps) هو الشرارة التي أشعلت فتيل الانقراض الجماعي في العصر البرمي. اندفعت هذه الصهارة في حوض رسوبي غني بالمواد العضوية، وكانت ساخنة بدرجة كافية لإذابة الصخور المحيطة وإطلاق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض خلال فترة زمنية تعتبر قصيرة بمقاييس جيولوجية، ربما تراوحت بين 50,000 و500,000 سنة.

يُعتقد أن درجة الحرارة على اليابسة ارتفعت بسرعة كبيرة جدًا، مما حال دون قدرة العديد من أشكال الحياة على التطور والتكيف. ويتطلب تعافي النظام المناخي من كوارث كهذه فترة تتراوح ما بين 100,000 ومليون سنة. ومع ذلك، فإن هذه الظروف المناخية، حيث تجاوز متوسط درجة الحرارة عند خط الاستواء 34 درجة مئوية (أي أعلى بحوالي 8 درجات مئوية من المستوى الحالي) – استمرت لما يقارب الخمسة ملايين سنة.

المصدر: Naukatv.ru

مشاركة المقال: