الثلاثاء, 8 يوليو 2025 07:32 PM

بانياس واللاذقية تحت وطأة الحرائق: جهود مضنية للسيطرة مع إخلاء قرى

بانياس واللاذقية تحت وطأة الحرائق: جهود مضنية للسيطرة مع إخلاء قرى

في ظل موجة الحر الشديدة التي تجتاح الساحل السوري، تمكنت فرق الدفاع المدني السوري من السيطرة على حرائق ضخمة اندلعت في منطقة البيضا بريف مدينة بانياس الساحلية. استمرت جهود الإطفاء خمس ساعات متواصلة، بينما تتواصل العمليات في مناطق أخرى بريف اللاذقية، حيث دخلت الحرائق يومها السادس.

خمس ساعات من العمل

أفاد مصدر خاص في مركز الدفاع المدني بمدينة بانياس بأن الحريق الذي اندلع يوم الإثنين الماضي، ألحق أضرارًا بأراضٍ زراعية واسعة تضم أشجار زيتون وموز وعددًا من البيوت البلاستيكية، دون تسجيل أي إصابات بشرية بين المدنيين أو عناصر الدفاع المدني. وأشار المصدر إلى أن الأضرار كانت محدودة وتتركز بشكل أساسي في الأشجار، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي بذلتها الفرق رغم الصعوبات.

وأكد المصدر أن وعورة الطرق المؤدية إلى مواقع النيران كانت من أبرز التحديات التي واجهت الفرق، مما أبطأ وتيرة الوصول إلى بعض البؤر. ومع ذلك، ساهم التنسيق الدقيق والتخطيط المسبق في احتواء الحريق ومنع امتداده إلى مناطق أخرى. لم تشهد المنطقة أي نزوح للمدنيين، حيث بقي الأهالي في منازلهم وقدموا الدعم لفرق الدفاع المدني والمتطوعين بالوسائل المتاحة، مما يعكس التماسك المجتمعي في مواجهة الكوارث الطبيعية.

حرائق اللاذقية: السيطرة تقترب

في الوقت نفسه، تتواصل الجهود المكثفة لفرق الدفاع المدني والإطفاء في ريف اللاذقية، حيث دخلت عمليات إخماد الحرائق الحراجية يومها السادس. وتصاعدت ألسنة النيران في مناطق جديدة مثل منطقة الشيخ حسن في ناحية كسب، حيث تعمل الفرق بلا توقف لمنع انتشار النيران إلى سفوح الجبال الأخرى. تعمل فرق الإطفاء باستمرار لقطع خطوط النار ومنع تمددها إلى مناطق جديدة.

وتشهد الطرقات ازدحامًا بسيارات الإطفاء والمتطوعين الذين يواصلون العمل ليلًا ونهارًا، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المساحات الخضراء والغابات المحيطة بالقرى.

إخلاء قرية وتوسع الحرائق في منطقة أخرى

عملت فرق الدفاع المدني على إخلاء عدد من العائلات من قرية الغسانية (فلك) في ريف اللاذقية الشمالي، نتيجة لتوسع نطاق الحرائق الضخمة التي تهدد المنازل والحقول الزراعية المحيطة. اتسعت رقعة النيران في تلك المنطقة بشكل كبير بعد منتصف ليلة الثلاثاء، مما استدعى تدخلًا سريعًا لحماية السكان والأصول الزراعية، حسب فريق الدفاع المدني السوري.

وأشار الدفاع المدني إلى صعوبات كبيرة تواجه فرق الإطفاء في الوصول إلى بؤر النيران في منطقة برج زاهية، بسبب الطبيعة الجبلية الوعرة للمنطقة، بالإضافة إلى ارتفاع سرعة الرياح التي ساهمت في امتداد النيران بسرعة إلى مناطق جديدة.

تحديات مستمرة ونداءات لتعزيز الموارد

تعتبر الظروف المناخية الحالية، من ارتفاع شديد في درجات الحرارة ورياح سريعة، من العوامل الرئيسية التي زادت من حدة الحرائق وصعوبة السيطرة عليها، وهو ما يستدعي تعزيز آليات العمل وتوسيع شبكة الدعم اللوجستي لفرق الدفاع المدني، خاصة في المناطق الجبلية والريفية البعيدة.

وبينما تعلن الجهات المعنية عن تحقيق تقدم في السيطرة على بعض البؤر، لا يزال الخطر قائمًا في عدة مناطق، مما يتطلب تكاتف الجهود المحلية والدولية لتأمين الوسائل اللازمة للتعامل مع مثل هذه الكوارث.

مشاركة المقال: