في حادثة مروعة تعود لعام 2014، تحولت كلية الآداب في جامعة دمشق إلى فخ أمني، حيث أُغلقت الأبواب على 13 طالباً، لم ينجُ منهم سوى واحد، بينما اختفت آثار البقية إلى يومنا هذا.
يروي الطالب الجامعي يوسف يوسف لـ"زمان الوصل" تفاصيل اعتقاله المأساوية من داخل الحرم الجامعي، قائلاً: "كنت طالباً في كلية الآداب بجامعة دمشق، عندما اعتقلتني عناصر الأمن عام 2014 من داخل الكلية، برفقة 12 زميلاً لي. لم يكن هناك أي إنذار أو استدعاء مسبق، بل تم اختطافنا بشكل مفاجئ."
يوسف، الذي يصف نفسه بـ"الناجي الوحيد"، لم يُطلق سراحه إلا بعد أن دفعت عائلته فدية قدرها 8 آلاف يورو، أي ما يعادل مليوناً و600 ألف ليرة سورية في ذلك الوقت. ويضيف: "بعد فترة من التعذيب والتحقيق، أطلقوا سراحي بعد دفع المبلغ. أما الشباب الذين كانوا معي، فقد اختفوا تماماً."
وفقاً لشهادته، كان الطلاب الثلاثة عشر جميعاً في سن الدراسة، ولم توجه إليهم أي تهم رسمية. ومنذ لحظة اختفائهم، لم تصل إلى ذويهم أي معلومات مؤكدة عن مصيرهم، وسط إنكار مستمر من الأجهزة الأمنية ورفضها الاعتراف بوجودهم.
يحمّل يوسف مسؤولية ما حدث لـ"شبكة من المخبرين والمخبرات" داخل الجامعة، والتي تضم أساتذة وطلاباً على حد سواء، والذين ساهموا في الوشاية وتحديد الأسماء. ويؤكد: "في الجامعات السورية هناك مئات المخبرين من المدرسين والطلاب، تسببوا باستشهاد واعتقال الآلاف." ويضيف أن "النظام حوّل الحرم الجامعي إلى حقل ألغام أمني، ومنطقة لتصفية المعارضين".
ما جرى في كلية الآداب في ذلك اليوم لم يكن حادثاً استثنائياً، بل جزءاً من نمط واسع اتبعه نظام الأسد منذ انطلاق الثورة السورية، حيث تم استهداف الطلاب والمعلمين والنقابيين وأصحاب الرأي في قلب المؤسسات التعليمية.
وتحتفظ "زمان الوصل" بتفاصيل إضافية حول الشهادة، وتدعو كل من يملك معلومات عن مصير الطلاب المختفين، أو عن حالات مماثلة وقعت داخل الجامعات والمعاهد السورية، إلى التواصل معها.
"كل دقيقة أنا خارج السجن هي دقيقة عليهم جوّاه. وأنا طالع لأحكي عنهم." بهذه الكلمات المؤثرة أنهى يوسف شهادته.