الأربعاء, 9 يوليو 2025 11:43 PM

ازدهار زراعة البطيخ الأحمر في كوباني وصرين يجذب المزيد من المزارعين

ازدهار زراعة البطيخ الأحمر في كوباني وصرين يجذب المزيد من المزارعين

فتاح عيسى – كوباني

لم يتوقع أحمد حنيفي (60 عاماً) عندما بدأ زراعة بذور البطيخ في أرض قريته “مناز” بريف كوباني الغربي قبل بضع سنوات، أن يتحول هذا المحصول سريع النمو إلى بديل رئيسي للقمح. فقد شهدت قرى كوباني الجنوبية والغربية، مثل “ميناس” و”قلعة حديد” و”صايكول”، في السنوات الأخيرة، إقبالاً ملحوظاً على زراعة البطيخ الأحمر، المعروف أيضاً بالجبس، وذلك في ظل تراجع جدوى المحاصيل التقليدية وارتفاع تكاليف الزراعات الأخرى.

زراعة اقتصادية وقصيرة الأمد

أوضح “حنيفي”، وهو مزارع من قرية مناز/ ميناس بريف كوباني شمالي سوريا، لموقع نورث برس، أن الإقبال الكبير من المزارعين على زراعة البطيخ الأحمر (الجبس) خلال العام الحالي والسنوات الماضية يعود إلى قصر مدة إنتاجه، حيث تتم زراعته في شهر نيسان/ أبريل ويُحصد في شهر تموز/ يوليو كحد أقصى. وأضاف أن من بين الأسباب الأخرى التي أدت إلى زيادة هذا التوجه هو التكاليف المنخفضة للزراعة مقارنة بالزراعات الأخرى، بالإضافة إلى إنتاجه ومردوده الجيد الذي يعتبر أفضل من مردود زراعة القمح على سبيل المثال، كما تساعد هذه الزراعة على خصوبة التربة، مما يعود بالفائدة على المزارع في الموسم الذي يلي زراعة الجبس.

وأشار “حنيفي” إلى أن الهكتار الواحد ينتج ما بين 15 و20 طناً من البطيخ الأحمر (الجبس) في قريته، في حين أن تكلفة الهكتار لا تتجاوز خمسمائة دولار، ومع بيع 15 طناً من البطيخ الأحمر، فإن مردوده يصل إلى نحو ثلاثة آلاف دولار، على حد قوله. وقارن المزارع بين زراعته لمحصول القمح هذا العام، حيث بلغ إنتاج هكتارين من الأرض 52 جوالاً، بوزن بلغ نحو خمسة أطنان، وبحساب سعر الطن الواحد بقيمة أربعمائة دولار، فإن خمسة أطنان تساوي نحو ألفي دولار، أي أن الهكتار ينتج ألف دولار، ولكن مع حساب تكلفة الأسمدة والبذار والحراثة والري، فإن نصف المبلغ يذهب للتكاليف، وبالتالي فإن ربح زراعة هكتار القمح لا يتجاوز خمسمائة دولار، بحسب “حنيفي”.

بينما زراعة البطيخ الأحمر (الجبس)، وفق المزارع، فإنها “حتى إذا لم تنجح بشكل كامل فإن مردودها أفضل من القمح، والتربة ستصبح خصبة ومردودها جيد والجهد المبذول فيها قليل”.

أقل كلفة وبمردود أفضل

على الرغم من اختلاف طبيعة الأرض وحجم التكاليف، يرى يوسف محمد (33 عاماً)، وهو مزارع بطيخ من قرية الكرادة بريف صرين الجنوبي، أن سبب توجه المزارعين لزراعة الجبس هو شهرة المنطقة بهذه الزراعة، إضافة إلى أن تكلفة زراعتها أقل من زراعة الخضار (البندورة مثلاً) ومردودها أفضل، حيث ينتج الهكتار بين خمسين وستين طناً. وأضاف أن زراعة الهكتار الواحد تكلف المزارعين في ريف صرين نحو ثلاثة آلاف دولار، ولكن الإنتاج يباع بأكثر من خمسة آلاف دولار، مشيراً إلى أن مزارعي الجبس بحاجة إلى الدعم لتطوير المحصول وخاصة فيما يتعلق بشراء البذار والأسمدة والمبيدات.

ويقول “محمد” إن أعداد مزارعي الجبس يزداد عاماً بعد آخر بسبب مردودها وإنتاجها الجيد وخاصة العام الحالي، رغم أن أسعارها انخفضت مقارنة مع العام الفائت، كما أن مدة الزراعة والإنتاج والجني لا تتجاوز 75 يوماً. فيما يشير إلى أن أسعار الجبس كانت أفضل بالنسبة للمزارعين في العام الماضي حيث كان الكيلو يباع بسعر يتراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف ليرة، ولكن هذا العام يباع بنحو ألفي ليرة.

مطالب بالدعم والتصدير

على الرغم من مدتها القصيرة ومردودها الأفضل، يشير ياسر الفرحان (28 عاماً)، وهو مزارع بطيخ من ريف صرين الجنوبي، إلى أن المزارعين يحتاجون إلى دعم فيما يخص البذور وشبكة التنقيط، والأسمدة ومادة المازوت. ويقول لموقع نورث برس، إنه رغم استخدام المزارعين لمنظومات الطاقة الشمسية إلا أن الجبس يحتاج إلى الري ليلاً.

ويطالب “الفرحان” بمزيد من الدعم من قبل الإدارة لتطوير هذه الزراعة وخاصة أن زراعة الجبس تعتبر ناجحة في تلك المنطقة (ريف صرين) وجودة الجبس تعتبر جيدة، ويمكن للمزارعين تصدير الإنتاج إلى الخارج، على حد قوله. ويضيف أن إنتاج مدن ريف كوباني وريف بلدة صرين ومدينة الرقة يتم تصديره محلياً إلى مدن دير الزور والحسكة، مشيراً إلى أنه رغم تكاليف هذه الزراعة، لكن إذا ما تم دعم المحصول ستزداد الإنتاجية وتعود بالفائدة للمزارعين.

ويشير “الفرحان” إلى أن تكاليف زراعة الجبس تتضمن شراء البذور ومادة المازوت للري والأسمدة. ويلفت إلى أن ما يهم المزارعين هي الجودة بالدرجة الأولى، فالإنتاج بجودة جيدة سيعود بالفائدة على المزارع والمستهلك، مشيراً إلى أن إنتاج الهكتار الواحد من زراعة الجبس يتراوح مابين 30 و100 طن بحسب طبيعة التربة، على حد وصفه.

وباتت اليوم زراعة الجبس أحد أبرز المحاصيل الواعدة في ريف كوباني، بفضل سرعة نموه، وقلة تكاليفه، وجودة إنتاجه. وعلى الرغم من تقلّبات الأسعار، يرى المزارعون فيه مشروعاً زراعياً يستحق الاهتمام والدعم.

تحرير: خلف معو

مشاركة المقال: