برازيليا-سانا – في إنجاز علمي فريد، تمكن باحثون من إعادة بناء وجه الكاهنة المصرية القديمة "ميريسامون"، مما أتاح رؤية ملامحها بوضوح لأول مرة منذ العصر الحديدي. يمثل هذا الاكتشاف عودة للحياة لوجه غاب في طي النسيان لآلاف السنين، ويقدم لمحة استثنائية عن حقبة تاريخية بعيدة.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة "أورتوغ أونلاين ماغ" (OrtogOnLineMag)، وأشرف عليها خبير الرسومات البرازيلي سيسيرو موريس، كشفت عن نموذج تقريبي لوجه "ميريسامون"، التي كانت تعمل مغنية في معبد مصري، مما يدل على مكانتها المرموقة خلال حياتها القصيرة.
وعن ملامحها، صرح موريس: "تبدو ميريسامون أنيقة، وتعكس إعادة البناء وجهاً متناسقاً وهادئاً، بملامح تنم عن الوقار واللطف."
ووفقاً لصحيفة "تليغراف"، اعتمدت الدراسة على تقنية الأشعة المقطعية (CT) وبيانات جمجمة المومياء لإعادة تشكيل ملامح "ميريسامون" بدقة. استخدم موريس تقنيات متطورة، معتمداً على مؤشرات لقياس سماكة الأنسجة اللينة على الجمجمة، مستعيناً ببيانات من متبرعين أحياء، ثم قام بتطبيقها على نموذج رقمي لإعادة تصور شكل وجهها.
بعد ذلك، تم استخدام تقنية "التشويه التشريحي" لإعادة تشكيل نموذج افتراضي لوجه الجمجمة، ثم دمج الوجوه للحصول على نموذج أولي بالأبيض والأسود، أُضيفت إليه لاحقاً عناصر تقديرية مثل لون البشرة والعينين والشعر، وفقاً للصحيفة.
وأوضح موريس: "تم نحت هذا الوجه الأساسي رقمياً ليتناسب مع عمرها المقدر، وتم صقله بإضافة شعر مستعار، وتلوين، وملمس، مع احترام البنية التشريحية الأصلية."
تشير بقايا المومياء إلى أن طول "ميريسامون" كان يصل إلى 1.47 متر، وأنها توفيت عن عمر يناهز الثلاثين عاماً، إلا أن سبب الوفاة لا يزال مجهولاً.