السبت, 12 يوليو 2025 02:13 AM

الأخوان ملص يعودان إلى دمشق بمسرحية "كل عارٍ وأنتم بخير" التي تتناول هموم السوريين

الأخوان ملص يعودان إلى دمشق بمسرحية "كل عارٍ وأنتم بخير" التي تتناول هموم السوريين

برعاية وزارة الثقافة، استضاف مسرح القباني عرضًا مسرحيًا للأخوين ملص بعنوان "كل عارٍ وأنتم بخير".

المسرحية، التي قام بتأليفها وتمثيلها وإخراجها الأخوان محمد وأحمد ملص، بدأت فكرتها مع اندلاع الثورة السورية عام 2011 في مسرح الغرفة. توقف العرض بسبب قمع النظام للأعمال الثقافية التي تركز على الحرية والكرامة، لكنه استمر خارج سوريا طوال تلك الفترة، ليعود إلى البلاد بعد التحرير.

تدور أحداث المسرحية في غرفة بسيطة، على أنغام هادئة في أحد أيام العيد، حيث تظهر شخصيتا الجندي "نزار" الذي يهرب من صعوبات الحياة العسكرية بالضحك واللهو، والمثقف "يوسف" الذي يكرس حياته للشعر والأدب والمعجون بألم حب لم يكتمل، مما جعله وحيدًا متمسكًا بمبادئه.

من خلال حواراتهما، تتجسد هموم الشعب المنهك، كقاسم مشترك بينهما، في مواجهة ارتفاع الأسعار، ونقص الغاز والمازوت، وصعوبة المواصلات، وغلاء المعيشة. تعكس المسرحية أحلام الشباب المحطمة على صخرة الواقع، وتلاشي فرحة العيد بسبب القهر والاكتئاب.

تبلغ المسرحية ذروتها عندما يقرر الشخصيتان قتل بعضهما البعض، لكنهما يعجزان عن ذلك، وينتهي العرض بصراخ تحذيري من سنوات القتل والدمار التي عانت منها سوريا: "كيف بدي اقتلك وتقتلني؟ شوف دمك وتشوف دمي، هون بالمكان يلي أكلنا وفرحنا ورقصنا وضحكنا ونمنا وفقنا فيه". يعودان إلى إنسانيتهما المجردة ويجلسان جنبًا إلى جنب، متمنين: "ما أحلى أن نعيش في خير وسلام".

في تصريح خاص لـ"الوطن"، أكد محمد ملص أن مهمة الفن هي طرح الأسئلة بعيدًا عن تقديم الإجابات، معتبرًا العرض جرس إنذار لتنبيه المتلقي إلى عدم تكرار الأخطاء. وأشار إلى أنهما جمعا التناقضات في مكان واحد، ليرى الجمهور إن كان بإمكاننا العيش معًا، وهل يمكن أن نكون أصحاب قرار، بحيث إن وقعنا في مشاكل لن نجد من ينقذنا بل علينا إنقاذ أنفسنا بأنفسنا.

ورأى أن علينا أن نكون يقظين وحذرين وأن نقف يداً واحدة، الشعب والسلطة، إذ لا بد أن نكون معاً كي نستمر. ونبه إلى أن العرض حرص على طرح هذه الفكرة بطريقة غير مباشرة لرصد تناقض الأفكار، متسائلاً: هل يمكن أن نستمر معاً رغم الانكسارات والهزائم والخيبات؟ وهل يمكننا العيش معاً؟

وكشف أنهما شاركا في عروض مسرحية وسينمائية في فرنسا واليابان، لأنهما أصحاب مشروع ولديهما شيء ما بداخلهما يريدان أن يترجماه للآخرين، وهو بطبيعة الأمر حال أي فنان. وأضاف: "لدينا مشاريع نسعى فيها لطرح الأسئلة التي تراودنا بشكل دائم، وهو ما جعلنا في الوقت ذاته كتّاباً وممثلين ومخرجين، وهذه الحالة الفنية تتجه أحياناً إلى المنحى الروائي أو الحالة الشاعرية في الفن المسرحي، مع ضرورة حضور الكوميديا السوداء التي يحتاجها الجمهور بشكل دائم".

أشار الأخوان ملص إلى أن وزارة الثقافة قدمت التسهيلات اللازمة لعرض العمل في مسرح القباني الذي سيليه عرض في معظم المحافظات السوريّة لاحقاً، إضافة إلى بعض ورشات العمل التدريبية على الطريقة الباريسية من أجل التعرف على المسرح مع مجموعة من الشباب، وستكون أولى الورشات في دمشق بعد انتهاء العرض ثم الانتقال إلى باقي المحافظات.

الوطن – مصعب أيوب

مشاركة المقال: