السبت, 12 يوليو 2025 03:00 PM

واشنطن تشدد: حزب الله لا يزال يشكل تهديداً عالمياً ويتطلب تنسيقاً دولياً لمكافحته

واشنطن تشدد: حزب الله لا يزال يشكل تهديداً عالمياً ويتطلب تنسيقاً دولياً لمكافحته

تتواصل التحليلات لما صرح به المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان، توماس براك، من بيروت، خاصة بعد تسريب معلومات من شخصيات أميركية لأصدقائهم اللبنانيين تفيد بأن براك نقل الموقف الأميركي بصورة غير دقيقة. حاول براك تدارك الأمر بالإشارة إلى أن المسؤولين اللبنانيين فسروا كلامه بطريقتهم الخاصة، وأنه غير مسؤول عن ذلك.

وكشفت مصادر بارزة لـ«الأخبار» أن جهات دبلوماسية أوروبية أبلغت مسؤولين لبنانيين بأن الإدارة الأميركية لم تكن راضية عن تصريحات براك ولا عن النهج الهادئ الذي اتبعه في شرح الموقف الأميركي، واعتبر ذلك تراجعاً عن الموقف الأولي، خاصة فيما يتعلق بحزب الله والتمييز بين جناحيه السياسي والعسكري. كان المطلوب من المبعوث الأميركي تكرار موقف إدارته وتذكير المسؤولين اللبنانيين بمسؤولياتهم. هذا الأمر دفع وزارة الخارجية الأميركية إلى إصدار بيان أكثر وضوحاً، حيث أكدت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، أن «موقفنا من حزب الله لم يتغير، ونحن نعتبره منظمة إرهابية ولا نفرق بين جناحه السياسي وجناحه العسكري، ولا نريد أن نراه يستعيد قدراته في لبنان».

وفي سياق متصل، استبعدت المصادر حدوث تصعيد إسرائيلي قبل عودة براك في 23 تموز الجاري، وأشارت إلى أن زيارته المحتملة لن تكون إيجابية بالقدر نفسه، نظراً للانتقادات التي طالت مواقفه السابقة، بما في ذلك تصريحه بأن «مسألة حزب الله هي شأن لبناني، وعلى اللبنانيين أن يتعاملوا معها». الجهات الدبلوماسية استغربت هذا الكلام وتساءلت: «إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يأتي الأميركيون إلى لبنان؟»، معربة عن تساؤلاتها عما إذا كان ذلك يعكس «وجهات نظر مختلفة داخل الولايات المتحدة أم يعود إلى شخصية براك ذاته؟».

وفي سياق آخر، عقدت وزارتا الخارجية والعدل في الولايات المتحدة الأميركية اجتماعاً مع منظمة «يوروبول» بحضور أعضاء فريق تنسيق إنفاذ القانون (LECG) لمناقشة مكافحة أنشطة حزب الله. شارك في الاجتماع ممثلون عن أجهزة إنفاذ القانون، والمدّعون العامّون، وخبراء الشؤون المالية من حوالي 30 دولة من الشرق الأوسط، وأميركا الجنوبية، وأوروبا، وأفريقيا، وآسيا، وأميركا الشمالية.

كما شارك في الاجتماع مسؤولون من وزارة الخزانة والمركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب. يذكر أن هذا الفريق تأسس من قبل الحكومة الأميركية ومنظمة «يوروبول» في عام 2014، ووصف بأنه «منتدى عالمي يهدف إلى تعزيز التنسيق الدولي بين الحكومات في مختلف أنحاء العالم لمكافحة أنشطة حزب الله».

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، فإن الاجتماع «استعرض قدرات حزب الله العالمية في مجال التخطيط للأعمال الإرهابية والقاتلة، وذلك في ضوء الضربات الكبيرة التي تلقّاها التنظيم خلال العام الماضي». وأضاف البيان أن المشاركين في الاجتماع «يقدّرون أن حزب الله لا يزال يشكّل تهديداً خطيراً، حيث يتمسّك بالحفاظ على وجوده الخارجي، ولديه القدرة على تنفيذ هجمات دون سابق إنذار، ضد أهداف في مختلف أنحاء العالم».

ووفقاً للبيان، تناول الاجتماع أيضاً «الوضع المالي المهتزّ لحزب الله، وأنه قد يسعى إلى زيادة أنشطته في جمع الأموال وشراء المعدّات، ولا سيّما في نصف الكرة الغربي، وفي أفريقيا، ومناطق أخرى».

مشاركة المقال: