شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا، مساء الأحد 6 تموز، مقتل ثلاثة أشخاص نتيجة خلافات عشائرية. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا بمقتل كل من محمد خير البردان ونجله، بالإضافة إلى شخص آخر، في مدينة طفس بريف درعا الغربي، إثر خلاف على مياه الري تطور إلى استخدام السلاح.
وذكر أحد وجهاء المدينة، الذي فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب اجتماعية، أن الخلافات الثأرية بين العائلتين، والتي تمتد لأكثر من عشر سنوات، كانت سببًا غير مباشر في تجدد النزاع. وأضاف أن محاولات الوجهاء لحل الخلاف باءت بالفشل، علمًا أن الطرفين أقارب من الدرجة الأولى، وأن الخلاف قد نما لدى الأجيال الجديدة في العائلة.
حتى لحظة تحرير الخبر، لم يصدر أي تعليق من الجهات الحكومية على الحادثة. وتعتبر هذه الحادثة الثانية من نوعها في المنطقة خلال أقل من شهر، حيث قتل في 16 حزيران الماضي كل من ثائر الطيباوي وشقيقه خالد الطيباوي وشخص آخر، إثر هجوم مسلح على منزلهم في مدينة طفس.
يتهم الأخوان الطيباوي، وهما قياديان سابقان في فصائل المعارضة، بتدبير عمليات اغتيال استهدفت شقيق القيادي خلدون الزعبي وأشخاص آخرين كانوا في منزله في تشرين الثاني 2024. وشهدت مدينة طفس اشتباكات متواترة بعد عام 2018، أدت إلى مقتل العشرات، معظمها نتيجة خلافات عشائرية، وأبرزها الخلاف العشائري بين عائلتي الزعبي وكيوان، وهما من أكبر العائلات في طفس، والذي راح ضحيته ما يقارب 30 شخصًا من كلا الطرفين.
وفي سياق متصل، ما زالت مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي تشهد اغتيالات مرتبطة بخلافات فصائلية انحسرت بين عشيرتي الهيمد واللباد في المدينة. ويتزعم محسن الهيمد مجموعة عسكرية في الصنمين كانت مرتبطة بالأمن العسكري التابع للنظام السوري السابق، كما يتزعم عشيرة اللباد القيادي جمال اللباد الملقب بـ "الشبط" والتابع لفرع أمن الدولة في حكومة نظام الأسد المخلوع.
وكان أحدث هذه العمليات استهداف الشاب أحمد شحادات في منزله، حيث اقتحمه مجهولون وأطلقوا الرصاص عليه. وفي آذار الماضي، داهمت عناصر تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع مجموعات القيادي محسن الهيمد، والذي لاذ بالفرار، إلا أن عمليات الاغتيال لم تتوقف في المدينة، وأبرزها اغتيال الدبلوماسي المنشق نور الدين اللباد وشقيقه على يد مجهولين اقتحموا منزله بعد عودته إلى سوريا. واللباد من مواليد عام 1962، وحاصل على الدكتوراة في الأدب الفرنسي والدبلوم العالي في الترجمة والماجستير في العلاقات الدولية من جامعة "السوربون" في باريس.