الإثنين, 14 يوليو 2025 02:44 AM

اكتشاف النفط: نعمة أم نقمة؟ نظرة على تجارب دول وتدخلات محتملة

اكتشاف النفط: نعمة أم نقمة؟ نظرة على تجارب دول وتدخلات محتملة

يرى علي عبود بمنظور متشائم أن اكتشاف النفط في أي بلد قد يكون كارثة ذات عواقب غير متوقعة. ويشير إلى أن شركات النفط الغربية، وخاصة الأمريكية، لا تتردد في وضع خطط لاستغلال النفط وعائداته، سواء في الدول الحليفة أو تلك التي تعارض سياساتها. هذه الخطط غالبًا ما تكون مدمرة للدول التي تظهر فيها اكتشافات نفطية كبيرة.

ويذهب إلى أبعد من ذلك، معتبراً أن أمريكا قد تمتلك خريطة لمكامن النفط في العالم، تكشف عنها فقط عندما تريد الاستيلاء عليها، ليتحول النفط المكتشف إلى كارثة. ويستشهد بما حدث في لبنان خلال السنوات الأخيرة كمثال على ذلك. فلبنان، المثقل بالديون، يواجه أزمات مالية واقتصادية واجتماعية وسياسية منذ أكثر من خمس سنوات، ومع ذلك تمنعه أمريكا من استخراج نفطه البحري، في حين تقوم إسرائيل باستخراج وتصدير النفط الفلسطيني المحتل المحاذي للبنان منذ سنوات.

ويعدد الكاتب بعض خطط الأمريكيين للاستحواذ على نفط العالم، منها: إرغام الدول النفطية التابعة لها على تنفيذ مشاريع ضخمة من قبل الشركات الأمريكية واستثمار ما تبقى من عائدات النفط في الأسهم والسندات الأمريكية أو إيداعها في المصارف مقابل حمايتها. كذلك، إرغام الدول المعادية لأمريكا على الاستعانة بالشركات الأمريكية لاستخراج وبيع نفطها بكميات ضئيلة لا تنعكس إيجابًا على تحسن أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، بل تختلق لها المشكلات والأزمات الدائمة والمتجددة.

ويضيف أن أمريكا ترسل الإرساليات التبشيرية ومنظمات المجتمع المدني إلى المناطق المأهولة بالسكان التي يوجد تحت أرضها حقول النفط الواعدة، وتغري الناس فيها بالهجرة إلى مناطق أخرى تتوفر فيها الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، لتمهيد الطريق للحكومات المحلية المتآمرة مع أمريكا لتمكين الشركات النفطية العابرة للقارات من الاستيلاء على النفط لصالح الأمريكيين. ويؤكد أن هذا ما حدث تمامًا في أمريكا اللاتينية خلال العقود الماضية.

ويختتم بالإشارة إلى أن قلة من الدول أدركت مبكرًا أن النفط الكامن في باطن الأرض وأعماق البحار لن يجلب لها التنمية المستدامة، بل سيجلب لها الكوارث والاحتلال المقنع، ففضلت عدم الإعلان عن وجوده أو استثماره، ومع ذلك لم يسلم بعضها من المؤامرات الأمريكية. ويستنتج أن اكتشاف النفط سيكون كارثة للكثير من الدول لا يمكن التنبؤ بنتائجها المدمرة إلا بمقارنة مع الدول التي خاضت التجربة نفسها، والمثال القريب ما يحصل في لبنان منذ عام 2017 على الأقل!! (موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: