الإثنين, 14 يوليو 2025 04:33 AM

سوريا تتنفس الصعداء: السيطرة على الحرائق بعد 10 أيام من الكارثة

سوريا تتنفس الصعداء: السيطرة على الحرائق بعد 10 أيام من الكارثة

بعد عشرة أيام عصيبة شهدت فيها سوريا حرائق كارثية، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح عن تمكن فرق الدفاع المدني والإطفاء من وقف امتداد النيران في ريف اللاذقية الشمالي. هذا الإعلان حمل معه بشائر طال انتظارها من قبل السوريين، وجاءت نتيجة جهود مضنية بذلتها الفرق المختصة في سوريا، بالإضافة إلى دعم من دول شقيقة وصديقة.

أوضح الصالح في تغريدة عبر منصة اكس أن "المشهد يتغيّر، والدخان بدأ ينقشع، وتتابع الفرق بشكل مكثف أعمال إخماد ما بقي من البؤر المشتعلة وتبريد ما تم إخماده، ووفق المعطيات الحالية تتجه الأوضاع نحو السيطرة ومن ثم الانتقال لعمليات التبريد الشامل". هذه الكلمات تحمل في طياتها تطمينات بقرب تجاوز المراحل الصعبة والسيطرة الكاملة على الحرائق.

في 30 حزيران الماضي، تمكنت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري ومديرية الزراعة من إخماد أكثر من 10 حرائق حراجية في ريف محافظة اللاذقية. ولكن سرعان ما تجددت النيران في 3 تموز الحالي، حيث عاودت الحرائق الضخمة اشتعالها في المناطق الجبلية من ريف اللاذقية، وامتدت على مساحة 15 ألف هكتار، لتشمل مناطق مثل كارينكول والبركة وقسطل معاف، وربيعة، والزنّزاف، والقسّاب، ووصلت إلى مشارف مدينة كسب، وعبرت الحدود إلى الجانب التركي.

تمكنت فرق الإطفاء من تثبيت خطوط النار الفعّالة، مما حال دون وصول ألسنة اللهب إلى غابات الفرنلق وكسب. وقبل أيام، أطلقت وزارة الزراعة برنامج التدخل السريع بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP)، لدعم المتضررين من الحرائق التي أتت على مساحة 15 ألف هكتار، وفقًا لتصريحات وزير الزراعة الدكتور أمجد بدر.

سارعت دول شقيقة وصديقة إلى تقديم المساعدة في عمليات إخماد الحرائق. ومن بين الدول التي أعربت عن تضامنها، توجهت فرق من الدفاع المدني الأردني إلى محافظة اللاذقية للمشاركة في جهود إخماد الحرائق الحراجية منذ الأيام الأولى لاندلاعها. كما انضمت دولة قطر إلى جهود المساعدة، حيث وجّه الوزير “الصالح” كلمات شكر وتقدير لإرسال خمس طائرات قطرية تحمل على متنها حوّامات خاصّة بإطفاء الحرائق، وسيارات إطفاء، و138 من الكوادر البشرية.

تركيا بادرت بدورها بإرسال فرق إطفاء ضمت مروحيتين و11 آلية، وتوجهت طوافتان تابعتان للقوات الجوية اللبنانية من مطار القليعات – عكار، للمشاركة في إخماد الحرائق، بناء على تنسيق سوري-لبناني.

عكست هذه الاستجابة الإقليمية والدولية وقائع تعاون فعلي، تجلى بوضوح بعد تواصل الوزير الصالح مع الاتحاد الأوروبي، وطلب مساندته. وأكد القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي لدى سوريا ميخائيل أونماخت استعداد الاتحاد لدعم الجهود المبذولة في هذا الإطار. كما تجلت مساعدة الاتحاد الأوروبي بتفعيل نظام كوبرنيكوس لدعم الجهود المبذولة في مكافحة الحرائق، وتأكيد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى إجراء فرق الأمم المتحدة تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة في ريف اللاذقية والاحتياجات الإنسانية العاجلة.

أطلق صندوق مساعدات سورية “AFS” تمويلا طارئا بقيمة 500 ألف دولار لدعم استجابة الدفاع المدني في إخماد الحرائق. ودفعت هذه الكارثة البيئية والإنسانية الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية إلى إطلاق حملات دعم عاجلة، أبرزها حملة “برداً وسلاماً” التي انطلقت من حمص لتقديم المساعدات الغذائية والطبية والمادية للمتضررين.

اخبار سورية الوطن 2_سانا

مشاركة المقال: