الإثنين, 14 يوليو 2025 06:44 AM

السويداء: اشتباكات دامية تخلف قتلى وجرحى وتصاعد التوتر في عدة مناطق

السويداء: اشتباكات دامية تخلف قتلى وجرحى وتصاعد التوتر في عدة مناطق

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، بارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء ومناطق أخرى في المحافظة إلى 13 قتيلاً، من بينهم طفل. وأوضح المرصد أن الضحايا هم 10 من الدروز، و2 من البدو، وشخص مجهول الهوية، بالإضافة إلى أكثر من 40 جريحاً، بينهم أطفال وآخرون في حالات حرجة.

وأضاف المرصد أن أبناء عشائر البدو تمكنوا من السيطرة على مشارف بلدة الطيرة بريف السويداء، في حين قُتل شاب درزي خلال الاشتباكات. كما شهدت قرية لبين اشتباكات مماثلة بعد تعرضها لقصف من الجهة الغربية. وتستمر الاشتباكات في حي المقوس بمدينة السويداء، وامتدت التوترات إلى مناطق في ريفي السويداء الغربي والشمالي.

وفي تطور آخر، اندلعت اشتباكات عنيفة بعد ظهر اليوم على مدخل محافظة السويداء من جهة قرية “الصورة الكبيرة” في الريف الشمالي، إثر هجوم شنته مجموعات مسلحة من أبناء العشائر على حواجز للشرطة التابعة لقيادة الأمن الداخلي. وأشار المرصد إلى سقوط قذائف هاون أطلقها المسلحون على محيط قرية “الصورة الكبيرة” بالتزامن مع محاولتهم التقدم باتجاه الحاجز.

كما دفعت مجموعات مسلحة من مناطق حوران بتعزيزات عسكرية باتجاه محيط مدينة السويداء، لمؤازرة أبناء العشائر البدوية الذين يخوضون اشتباكات مع قوات الأمن في عدة نقاط على أطراف المدينة. وذكرت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العشرات من المسلحين المنحدرين من ريف درعا تحركوا على متن آليات باتجاه مناطق الاشتباكات في ريف السويداء الشمالي والغربي، وسط ترقب لتصاعد وتيرة المواجهات في الساعات المقبلة، خاصة بعد سقوط قتلى وجرحى خلال الهجمات التي شهدتها المنطقة منذ صباح اليوم.

وتأتي هذه التطورات بعد إقدام مجموعات مسلحة، منذ ساعات الصباح، على قطع طريق دمشق – السويداء من عدة محاور، أبرزها محور بلدة براق في ريف دمشق، ما دفع القوات الأمنية إلى إغلاق الطريق بشكل كامل أمام حركة المرور، وسط حالة من الاستنفار والتوتر في المنطقة. كما جرى قطع طريق دمشق -السويداء عند حاجز المسمية من قبل القوى الأمنية لضمان سلامة المواطنين.

وتأتي هذه الأحداث في سياق تصعيد أمني متسارع، على خلفية حوادث احتجاز متبادل بين مسلحين محليين وعشائر من المنطقة، عقب اعتداء مسلح تعرض له شاب من أبناء السويداء على طريق دمشق – السويداء قبل أيام. ووفقاً للمعلومات، فإن مجموعة مسلحة من أبناء العشائر نصبت حاجزاً مؤقتاً قرب منطقة “المسمية”، حيث اعترضت طريق الشاب واعتدت عليه بالضرب وسلبت ممتلكاته، قبل إطلاق سراحه في منطقة نائية وهو بحالة صحية حرجة.

ورداً على هذه الحادثة، أقدم عدد من أبناء المحافظة على احتجاز أفراد من العشائر، ما أدى إلى تصاعد التوترات مجدداً، وقيام مجموعة من العشائر بنصب حاجز مؤقت في حي المقوس واحتجاز أشخاص تابعين للمسلحين المحليين، بالتزامن مع قطع طريق دمشق – السويداء الرئيسي.

من جهتها، قالت شبكة “السويداء 24”، إن محافظة السويداء شهدت حالة من التوتر على إثر سلب سيارة خضار واحتجاز سائقها بشكل مؤقت على طريق دمشق السويداء، ما أثار ردود فعل عشوائية في السويداء من عمليات اختطاف مواطنين واحتجاز سيارات. وأضافت أن مجموعات مقربة من سائق السيارة نصبت نقاط تفتيش مؤقتة في محافظة السويداء، واحتجزت ثمانية مواطنين بشكل عشوائي مع سياراتهم، مطالبةً باستعادة السيارة التي سُلبت على طريق دمشق السويداء مقابل إطلاق سراحهم. وأوضحت أن المختطفين الثمانية ينحدرون من الحسكة ومن السويداء، وهناك مساعٍ حثيثة من المجتمع الأهلي لإطلاق سراحهم، كونه لا صلة لهم بحادثة سلب السيارة بين دمشق والسويداء.

واليوم، قالت الشبكة إن حاجزاً لشرطة محافظة السويداء التابع لقيادة الأمن الداخلي، تعرض لاستهداف من مجموعة مسلحة من جهة منطقة براق على طريق دمشق، حيث اندلعت اشتباكات بين عناصر الشرطة والمسلحين. كما استهدف المسلحون ذاتهم قرية الصورة الكبيرة في ريف السويداء الشمالي بقذائف الهاون خلال محاولتهم الهجوم على حاجز الشرطة.

ومنذ ساعات الصباح قطعت مجموعات مسلحة في مناطق متفرقة من ريف دمشق، منها منطقة براق، طريق دمشق السويداء، ما دفع الحواجز الأمنية لإيقاف حركة المرور على الطريق.

من جهته، قال العميد نزار الحريري معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة في السويداء، إن التطورات المتسارعة التي شهدتها السويداء، ناجمة عن “حادثة سلب وقعت مؤخراً على طريق دمشق – السويداء طالت أحد المواطنين العاملين في القطاع التجاري وما أعقبها من ردود أفعال متوترة تمثلت بوقوع عمليات خطف متبادلة”. وأوضح الحريري لقناة الإخبارية، أن الوضع في محيط حي المقوس شرقي السويداء قيد المتابعة عقب حادثة السلب التي طالت أحد المواطنين على طريق دمشق – السويداء، مشيراً إلى جهود حثيثة تُبذل بالتنسيق مع الفعاليات المحلية لاحتواء التوتر وتعزيز السلم الأهلي عبر الحوار. كما تحدث عن “دعوات رسمية وشعبية لتغليب صوت العقل والالتزام بالقانون حفاظاً على أمن المحافظة واستقرارها”.

في موازاة ذلك، صدر بيان نُسب لأهالي حي المقوس في مدينة السويداء، الذي يشهد اشتباكات عنيفة، دعا للتهدئة وحقن الدماء في محافظة السويداء. ودعا البيان إلى “وقف فوري لإطلاق النار والاشتباكات في حي المقوس ومحيطه، والإفراج عن جميع المخطوفين من الطرفين، وفتح باب الحوار والتواصل بين جميع المكونات برعاية عقلاء ووجهاء المحافظة، وتغليب المصلحة العامة والمحافظة على السلم الأهلي فوق أي اعتبارات فئوية أو شخصية”.

ومساء الأحد، قالت الشبكة إن مجموعات مسلحة شنت هجمات على بعض القرى في ريف السويداء الغربي، حيث تشهد المنطقة اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في عدة قرى منها الطيرة ولبين وجرين. وأضرمت المجموعات المسلحة النيران في بعض البيوت السكنية في قرية الطيرة، والاشتباكات ما تزال مستمرة هناك حيث تتصدى الفصائل المحلية مع السكان لمحاولات الهجوم التي تتعرض لها القرى الغربية، بحسب الشبكة.

وأصدر محافظ السويداء مصطفى البكرو بياناً أكد فيه على ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار، وثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر.

مشاركة المقال: