الخميس, 17 يوليو 2025 11:46 PM

مزارعو درعا يئنون: خسائر فادحة وكساد يضرب محصول البندورة

مزارعو درعا يئنون: خسائر فادحة وكساد يضرب محصول البندورة

يعاني مزارعو البندورة في درعا جنوبي سوريا من خسائر كبيرة هذا الموسم، حيث جاء المحصول دون توقعات الإنتاج بسبب عدة عوامل أبرزها الجفاف، انتشار الأمراض، وارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف. ولم يتمكن المزارعون من تعويض خسائرهم بسبب تدني أسعار البيع، حيث لم يتجاوز سعر كيلو البندورة 1800 ليرة سورية، وهو سعر لا يغطي تكلفة الجني.

إنتاج ضعيف

أكد عدي شهاب، وهو مزارع بندورة في ريف درعا الغربي، أن إنتاجية البندورة هذا الموسم كانت أقل من المتوقع، حيث لم يتعد إنتاج الدونم الواحد ثلاثة أطنان، بينما كان يصل إلى أكثر من ثمانية أطنان في المواسم السابقة. وقدّر شهاب خسارته بنحو 50 مليون ليرة سورية، بعد زراعته 12 دونمًا من البندورة.

وأشار المزارع كارم أبو دحلوش إلى أن الجفاف أثر سلبًا على محصوله، مما أدى إلى ظهور نبات "الهالوك" الضار. وأضاف أنه اضطر إلى مضاعفة كميات الأسمدة والري لمعالجة هذه المشكلة. وقدّر أبو دحلوش إنتاجية الدونم لديه بأربعة أطنان، بينما كانت تصل في السنوات الماضية إلى حوالي 10 أطنان.

ضعف المساحة

قدّرت مديرية زراعة درعا إنتاج المحافظة لهذا الموسم بـ 200 ألف طن. وفي تصريح لعنب بلدي، أوضح مدير الزراعة، عاهد الزعبي، أن المساحة المخططة لمحصول البندورة في درعا كانت 1384 هكتارًا، بينما تم تنفيذ 2508 هكتارات بزيادة قدرها 1124 هكتارًا عن الخطة الزراعية. وأرجع الزعبي ضعف الإنتاجية إلى قلة الأمطار الشتوية، مؤكدًا أن مياه الري الصيفية لا تعوض هذا النقص.

آفات زراعية

أفاد بسام العقلة، وهو مزارع بندورة في بلدة كويا بريف درعا الغربي، بأنه ضاعف كميات رش محصول البندورة لأكثر من خمس مرات، باستخدام المبيدات الحشرية والفطرية. وأضاف أن ديونه للصيدلية الزراعية بلغت 5000 دولار، ولم يتمكن من سدادها هذا الموسم.

وأشار كارم أبو دحلوش إلى أن كل مرش دوائي بسعة 1000 ليتر يكلفه مليوني ليرة سورية، بسبب ظهور أمراض وصفها بالغريبة على محصوله. وأوضح المهندس الزراعي عز الدين الأحمد أنه عاين انتشار حشرة "التوتا ابسلوتا" التي تتغذى على المجموع الخضري وتسبب عفن الثمار. وأضاف أن هذه الحشرة سريعة التكاثر ويمكن السيطرة عليها بالمبيدات، لكن المزارعين لا يلتزمون بمواعيد الرش.

وأشار عاهد الزعبي إلى أن المديرية تقدم الإرشادات الزراعية للفلاحين وتقدم المصائد "الفيرمونية" لتحديد عدد الحشرات في المتر المربع الواحد، وعلى أساسه يتم تحديد الحاجة إلى رش المحصول.

الأسعار خيّبت الآمال

لم يحقق عدد من المزارعين أية أرباح مالية بسبب تراجع أسعار البندورة في السوق المحلية إلى ما دون 2000 ليرة سورية، وهو ما يساوي تكلفة جني المحصول فقط. وأرجع فؤاد الحوراني، وهو تاجر "كمسيون" في سوق الهال بمدينة طفس، تراجع سعر البندورة إلى توقف تصديرها وتراجع التجارة الداخلية إلى أسواق الهال في المحافظات السورية الأخرى.

وذكر أن المصدر الرئيس لتصريف البندورة هي السوق المحلية في المحافظة، وهي لا تستوعب كميات الإنتاج. وتستجرّ معامل "الكونسروة" كميات من البندورة بسعر 1000 ليرة سورية للثمار الناضجة.

وفي تصريح سابق لعنب بلدي، قال رئيس غرفة تجارة درعا، قاسم مسالمة، إن حل مشكلة كساد الإنتاج الزراعي وتنظيم تصديره يكمن في إنشاء تعاونيات متخصصة في كل صنف من الزراعات، وهي ما أسماها الزراعة التعاقدية. وأوضح أن مهمة هذه الجمعيات هي إجراء عقود مع المصدرين، ومع الموزعين الرئيسيين داخل القطر.

مشاركة المقال: