الأحد, 20 يوليو 2025 03:19 PM

غزة على حافة المجاعة: قتلى وجرحى بنيران إسرائيلية أثناء توزيع المساعدات وإنذارات إخلاء جديدة

غزة على حافة المجاعة: قتلى وجرحى بنيران إسرائيلية أثناء توزيع المساعدات وإنذارات إخلاء جديدة

أعلنت مصادر طبية في غزة عن مقتل 39 فلسطينياً وإصابة أكثر من 100 آخرين، السبت، بنيران الجيش الإسرائيلي بالقرب من مراكز توزيع المساعدات في جنوب القطاع المحاصر. الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهراً والحصار الإسرائيلي دفعا سكان غزة، الذين يزيد عددهم على مليوني شخص، إلى شفا المجاعة.

وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة "فرانس برس" إن 39 فلسطينياً قتلوا وأصيب أكثر من مئة آخرين بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات في خان يونس وآخر شمال رفح، نتيجة "نيران إسرائيلية". وأشار إلى أن المركزين تديرهما "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي بدأت توزيع المساعدات في القطاع قبل نحو شهرين.

وذكر عبد العزيز عابد (37 عاماً) لوكالة فرانس برس أنه توجه مع خمسة من أقاربه قبل شروق الشمس إلى منطقة الطينة للحصول على مساعدات، لكن الجنود "الإسرائيليين فتحوا النار بكثافة على الناس وقتلوا وأصابوا كثيرين منهم". وأضاف: "لم نتمكن من الحصول على شيء. كل يوم أذهب إلى هناك ولا نحصل سوى على الرصاص والتعب بدلاً من الطعام … ارحموا أهل غزة". وأفاد ثلاثة شهود آخرين أيضاً عن إطلاق الجيش النار على الأهالي المنتظرين.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد في منطقة رفح أشخاصاً "مشبوهين" يقتربون من جنوده، وعندما لم يستجيبوا لمطالبتهم بالتراجع، فتح الجنود النار لتحذيرهم. وأضاف أنه تلقى تقارير بسقوط ضحايا ويجري تحقيقاً بشأن الحادث الذي وقع ليلاً على بعد نحو كيلومتر من مركز لتوزيع المساعدات يكون مغلقاً في مثل ذاك الوقت.

وقالت "مؤسسة غزة الإنسانية" عبر منصة "إكس": "حذّرنا مراراً الأشخاص الذين يسعون إلى الحصول على مساعدات من عدم التوجه إلى مراكزنا خلال الليل أو في وقت مبكر صباحاً"، متحدثة عن معلومات "خاطئة" عن سقوط قتلى قرب مراكزها. وكانت المؤسسة قد بدأت عملياتها في أواخر أيار/مايو بعد حصار شامل لأكثر من شهرين منعت خلاله إسرائيل دخول أي مساعدات أو سلع إلى غزة رغم تحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من خطر المجاعة الوشيك.

وترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية العمل مع "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب مخاوف بشأن حيادها وغموض مصادر تمويلها. وبعد أسابيع من التقارير شبه اليومية عن مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات وعن مشاهد الفوضى والتدافع، أقرّت المؤسسة بأن 20 شخصاً قضوا في حادث الأربعاء قرب مركز تابع لها في جنوب غزة.

وقالت وزارة الصحة التي تديرها "حماس" في إحصائها اليومي إن 891 شخصاً لقوا حتفهم قرب مراكز توزيع المساعدات منذ أواخر أيّار. وفي تعداد متقارب، أبلغت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها أحصت سقوط 875 قتيلاً من منتظري المساعدات منذ أواخر أيار، بمن فيهم 674 "قرب مراكز تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية".

وأفادت وزارة الصحة أن 58765 شخصاً قتلوا منذ أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في 18 آذار/مارس. ونظراً إلى القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق، لا تستطيع وكالة "فرانس برس" التحقق بشكل مستقل من أعداد القتلى والجرحى التي تبلغ عنها مختلف الأطراف.

وفي وسط قطاع غزة، أشار الدفاع المدني إلى مقتل 12 شخصاً في ضربة استهدفت منزلا في النصيرات. وحذّرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية من تسجيل ارتفاع مقلق في حالات سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى مستويات "غير مسبوقة" في اثنتين من عياداتها في غزة.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة، أعرب البابا لاوون الرابع عشر عن "قلقه إزاء الوضع الإنساني المأساوي" في غزة، ودعا إلى "إعادة تحريك المفاوضات" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتتعثر المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" وإسرائيل للتوصل إلى هدنة. واتهم الجناح العسكري لـ"حماس" إسرائيل الجمعة بعرقلتها.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته "حماس" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة "فرانس برس" استناداً إلى أرقام رسمية. وردّت إسرائيل بشن حرب مدمّرة قتل فيها 58765 فلسطينياً في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها "حماس"، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وحذر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من أن الفلسطينيين في غزة يواجهون خطر المجاعة، في ظل الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. وقال جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في منشور على "إكس" يوم السبت: "يواجه السكان خطر المجاعة الحاد، مع استمرار تدهور الأوضاع. لم تعد الإمدادات الغذائية الأساسية متوفرة في الأسواق أو نقاط التوزيع". وأضاف: "ارتفعت أسعار المواد الأساسية المتبقية، مثل الدقيق، بشكل كبير، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 20 دولاراً، مما يجعل من المستحيل على مليوني شخص تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية". وأكد تشاباغين: "لا ينبغي لأحد أن يخاطر بحياته للحصول على المساعدة الإنسانية الأساسية".

أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لسكان مناطق في دير البلح بقطاع غزة.

مشاركة المقال: