الثلاثاء, 22 يوليو 2025 01:31 AM

حوادث الغرق تتزايد في نهر الفرات بدير الزور: خطر يهدد أرواح الأهالي مع ارتفاع درجات الحرارة

حوادث الغرق تتزايد في نهر الفرات بدير الزور: خطر يهدد أرواح الأهالي مع ارتفاع درجات الحرارة

دير الزور – علي البكيع

مع حلول فصل الصيف، تشهد مدينة دير الزور في شرق سوريا ارتفاعًا مقلقًا في حوادث الغرق بنهر الفرات. يعتبر النهر المتنفس الوحيد للأهالي في ظل انقطاع الكهرباء المتكرر وارتفاع درجات الحرارة. لكنه تحول إلى خطر يهدد حياة الكثيرين، خاصة الأطفال، بسبب نقص الوعي وغياب الرقابة والإمكانيات المحدودة للجهات المعنية، وفقًا لسكان محليين.

ظاهرة متكررة

يقول فراس العرفي، من سكان حي الموظفين بدير الزور، لنورث برس: "مع قدوم الصيف وارتفاع الحرارة، يتجه الناس إلى النهر، كبارًا وصغارًا وعائلات." ويضيف أن هذا التوجه يحمل مخاطر جسيمة، خاصة مع سباحة الأطفال دون علم ذويهم أو بسبب ندرة المسابح الآمنة. ويشير العرفي إلى أن حوادث الغرق في نهر الفرات ليست حوادث فردية، بل ظاهرة متكررة تثير القلق، مضيفًا أن "هناك حالات غرق كثيرة، تتكرر بمعدل حالة أو اثنتين يوميًا أو كل يومين، وخصوصًا بين أعمار تتراوح بين 15 و 20 سنة". ويبين أن الإحصائيات غير الرسمية تشير إلى أن المراهقين والأطفال الذين يفتقرون إلى مهارات السباحة الكافية هم الأكثر عرضة للخطر.

غياب الوعي الأسري

يقول فيصل أحمد الخلف، من حي الجبلية بدير الزور، إن عدم كفاية الوعي الأسري يفاقم المشكلة. ويروي الخلف قصة مؤسفة حدثت مؤخرًا: "في أيام عيد الأضحى، مطلع شهر حزيران/ يونيو الفائت، نزل ابن رفيقنا في النهر بدون علم أهله… بعد عشر دقائق أو ربع ساعة خرج الولد متوفيًا." ويشير إلى الحاجة لتوعية الأهل بمسؤوليتهم في الإشراف على أطفالهم ومنعهم من التوجه إلى النهر دون رقابة، خاصة وأن الكثير من الأطفال في دير الزور لم يتعلموا السباحة بشكل جيد نتيجة للظروف التي مرت بها المدينة. ويؤكد أحمد شاشان، وهو طالب جامعي في كلية الاقتصاد بدير الزور، وجود مشاكل في النهر بسبب الحفر، مشددًا على ضرورة عدم السماح للأطفال بالذهاب إلى النهر بمفردهم.

مطالبات بالتحرك

تتعالى الأصوات المطالبة بتحرك عاجل من الجهات المعنية للحد من هذه المأساة. يرى فراس العرفي أنه ينبغي على الدفاع المدني "القيام بواجبات أكثر بالتعاون مع بعض السكان"، داعيًا إلى نشر لافتات توعوية على أطراف النهر، ونشر دوريات وغطاسين. ويأمل في تسيير دوريتين أو ثلاث خلال خمس أو ست ساعات، ما بين فترة الساعة الثانية والساعة السابعة مساءً، للتقليل من مخاطر الغرق خصوصًا عند الأطفال. من جانبه، يسلط براء الحمد، المتطوع في الدفاع المدني السوري بدير الزور، الضوء على الجهود المبذولة والتحديات القائمة. ويقول الحمد لنورث برس، إن "فرقنا جاهزة بالتعاون مع فوج إطفاء مدينة دير الزور، والغطاسون موجودون"، لكنه لا يخفي وجود نقص واضح في الإمكانات. ويضيف، "حاليًا الكادر الموجود لدينا فيه نقص بالعدد، ولدينا نقص في المعدات"، مشيرًا إلى أهمية التوعية وأنهم بصدد العمل عليها في قادم الأيام. ويرى سكان ومراقبون أن معالجة هذه الأزمة تتطلب "نهجًا شاملًا" يجمع بين تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر السباحة في النهر، وتكثيف جهود الدفاع المدني في عمليات الإنقاذ والتوعية، وتوفير المعدات اللازمة، إضافة إلى دراسة إمكانية توفير بدائل آمنة للسباحة.

تحرير: خلف معو

مشاركة المقال: