اللاذقية-سانا: أطلق أطباء سوريون مقيمون في ألمانيا المرحلة الثانية من حملة "نبضنا 1" في مشفى جراحة القلب باللاذقية، وذلك بهدف إجراء عمليات قلب نوعية ومجانية للمرضى الأشد احتياجاً.
تُنظم هذه الحملة الجمعية الطبية السورية الألمانية "SGMA"، بمشاركة حوالي 65 طبيباً مختصاً قدموا من ألمانيا. يحمل الأطباء معهم تجهيزات طبية متقدمة، في مبادرة تطوعية تهدف إلى دعم القطاع الصحي وتوفير فرص علاج مجاني للمرضى المدرجة أسماؤهم على قوائم الانتظار، علماً أن تكلفة العملية الواحدة تتراوح ما بين 30 و 70 مليون ليرة سورية.
أوضح الدكتور أيمن سودة، استشاري جراحة القلب وعضو الجمعية الطبية السورية الألمانية "SGMA" في تصريح لمراسل سانا، أن فريق الجراحة القلبية التابع للجمعية يتواجد في سوريا منذ عشرة أيام. وقد بدأ الفريق جولته في مشفى جراحة القلب بمشروع دمر في دمشق، ثم انتقل إلى مشفى المركز الطبي في حماة، ويختتم نشاطه اليوم في مشفى جراحة القلب باللاذقية.
وأشار الدكتور سودة إلى أن الفريق ينفذ عمليتين يومياً في اللاذقية بالتعاون مع الكادر المحلي. يقوم الفريق الزائر بإجراء عملية، بينما ينفذ الأطباء المحليون العملية الثانية. وأضاف أن عدد العمليات المنجزة بلغ حتى الآن ثماني عمليات، مع توقعات ببلوغ العدد 15 عملية مع نهاية الأسبوع.
وبيّن الدكتور سودة أن المرضى يتم اختيارهم بعناية شديدة بناءً على معيار الحاجة الطبية الأشد، ومن مختلف أطياف المجتمع دون أي أعباء مادية عليهم. وأكد أن الجمعية تتكفل بكامل تكاليف العمليات، بما في ذلك شراء الصمامات والمستهلكات الطبية، كما تقدم الدعم الفني والمادي للمشافي الوطنية التي تُجرى فيها هذه العمليات.
ونوّه الدكتور سودة بأن الفريق الطبي يلمس في كل محطة طبية مستوى عالياً من التعاون والاحترافية من الكوادر السورية، ما يسهم في نجاح العمل وتحقيق نتائج طبية متميزة.
من جهته، اعتبر الدكتور مجد شيخ سليمان، الطبيب المقيم في اختصاص جراحة القلب بمشفى اللاذقية، أن المبادرة تعد فرصة تدريبية بالغة الأهمية للأطباء المقيمين، لما تتيحه من الاطلاع المباشر على حالات نادرة وإجراءات جراحية متقدمة ضمن نفس الاختصاص الذي يعد من التخصصات النادرة في سوريا سواء من حيث عدد الأطباء أو حجم العمليات.
وأوضح الدكتور سليمان أن المبادرة وفرت بيئة غنية بالتجارب العملية والنوعية، إذ شهد من خلالها حالات جديدة وطرقاً متطورة في التدبير الجراحي، معرباً عن أمله في تكرار مثل هذه الحملات مستقبلاً لما تحققه من فائدة مزدوجة تتمثل في تلبية احتياجات المرضى الذين لا يملكون القدرة المادية على الخضوع للعمليات، وتطوير خبرات الأطباء السوريين الذين انقطعوا لفترة طويلة عن مواكبة المستجدات العلمية والجراحية الدقيقة في هذا المجال.
من جانبها، ثمنت كاريس شعبان، ابنة إحدى المريضات المستفيدات من المبادرة، هذه المبادرة الإنسانية التي أتاحت لوالدتها إجراء عملية قلب نوعية، كانت عاجزة عن تحمل تكاليفها الباهظة. وأشارت إلى أن والدتها كانت تعاني من خناق صدري حاد، وبعد الكشف الطبي تبين حاجتها العاجلة إلى عملية جراحية تشمل أربعة مجازات إكليلية، وقدرت تكلفتها بنحو 75 مليون ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرتهم المادية.
وأشارت كاريس شعبان إلى أن الأسرة كانت في حيرة من أمرها إلى أن وصلهم خبر هذه المبادرة، وبدء تسجيل أسماء المرضى، فبادروا إلى إدراج اسم والدتها ضمن القوائم، وبالفعل أُجريت العملية ضمن الفريق الطبي الزائر وتكللت بالنجاح، لافتة إلى أن هذه المبادرة لم تنقذ حياة والدتها فقط، بل أعادت الأمل لعدد كبير من العائلات.