الأحد, 27 يوليو 2025 08:31 AM

الكشف عن "ممر داود": الحلم الإسرائيلي الأخطر في سوريا وأبعاده الاستراتيجية

الكشف عن "ممر داود": الحلم الإسرائيلي الأخطر في سوريا وأبعاده الاستراتيجية

كشف مقال للجزيرة عن دعوة مثيرة للجدل أطلقها حكمت الهجري، أحد المرجعيات الدرزية الروحية في محافظة السويداء السورية، طالب فيها بفتح معبر دولي بين السويداء والأردن جنوبًا، وتسهيل الوصول إلى منطقة شرق الفرات شمالًا، الخاضعة لسيطرة قوات حماية الشعب الكردية "قسد".

تأتي هذه الدعوة، التي أطلقها شخص معروف بتعاونه مع الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب انسحاب الجيش السوري والأجهزة الأمنية من محافظة السويداء، نتيجة للقصف الإسرائيلي المكثف، ما يعكس شعورًا بالانتصار على الدولة السورية بدعم إسرائيلي مباشر، ورغبة في تمهيد الطريق لخروج السويداء عن سلطة دمشق، خاصة مع الحديث عن معبر سيادي خاص بالمحافظة مع الأردن.

تجدر الإشارة إلى أن الهجري لا يمثل بالضرورة الأغلبية الدرزية في سوريا، حيث توجد مرجعيات روحية أخرى مثل الحناوي وجربوع، ترفض التدخل الإسرائيلي، بالإضافة إلى الشيخ ليث البلعوس، القيادي في تجمع رجال الكرامة، الذي يعارض الهجري ويتمسك بوحدة الدولة السورية.

إن خروج الهجري عن الصف الدرزي والوطني، منذ سقوط نظام الأسد، يتقاطع مع سياسات إسرائيل التي عملت على تدمير قدرات الجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية، واحتلالها مرتفعات جبل الشيخ وأراضٍ سورية تقع خلف خط هدنة العام 1974.

ويؤكد المقال أن دعم إسرائيل للهجري بالمال والسلاح، وتدخلها المباشر عبر سلاح الطيران، جعله يقف ضد الحكم الجديد في دمشق، ما يشير إلى أن إسرائيل هي المحرك الرئيسي للأحداث.

ويشير المقال إلى أن إسرائيل، المتهمة بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، تستخدم الهجري لتحقيق أهدافها السياسية والاستعمارية في سوريا، بما في ذلك إقامة ما يسمى بـ "ممر داود" في عمق الأراضي السورية، والذي يمر عبر محافظة السويداء.

ويوضح المقال أن "ممر داود"، وفقًا للتنظير الصهيوني التوراتي، هو محور جيوسياسي ينطلق من شمال فلسطين عبر الجولان ومحافظتي درعا والسويداء، ثم يتمدد في الأراضي السورية الشرقية نحو الشمال، عبر منطقة التنف وصولًا إلى شرق الفرات على الحدود التركية العراقية، والدخول بلسان جغرافي من محافظة الأنبار العراقية إلى كردستان العراق.

ويرتبط هذا المخطط بفكرة إسرائيل الكبرى ودولة بني إسرائيل، وهي دولة مزعومة ليس لها ما يدل عليها في علم الآثار، ما يكشف عن أهداف إسرائيل الاستعمارية الرامية إلى التمدد والسيطرة عبر التحكم بالجغرافيا.

وتعمل إسرائيل، بالتعاون مع حكمت الهجري، على إنشاء كيان موالٍ لها في محافظة السويداء، في وقت تدعم فيه قوات "قسد" الكردية المسيطرة على شرق الفرات.

ويرى المقال أن نجاح إسرائيل في الوصل الجغرافي بين محافظة القنيطرة التي تحتل أجزاء منها، وبين السويداء، ثم فتح طريق بين السويداء وشرق الفرات، سيشكل نجاحًا استراتيجيًا كبيرًا لإسرائيل.

ويعتمد إنجاز هذا المشروع الاستعماري على قدرة إسرائيل على توظيف الأقليات الطائفية (الدروز) والعرقية (الأكراد)، وإثارة النعرات الطائفية والعرقية لإبقاء دول المنطقة ممزقة وضعيفة.

ويشير المقال إلى أن إسرائيل، منذ إنشائها، تعيش عقدة الديمغرافيا القليلة العدد ومحدودية المساحة، ما يجعلها تتحدث باستمرار عن تهديدات وجودية.

ويختم المقال بالإشارة إلى أن مشروع "ممر داود" يشكل تحديًا استراتيجيًا لسوريا والعراق ولبنان وإيران وتركيا، ويتطلب مواجهة جادة لعبث إسرائيل في أمن المنطقة.

ويرى المقال أن اشتباكات محافظة السويداء الأخيرة ربما كانت بتحريض إسرائيلي، بهدف دفع الجيش السوري للتدخل، ما يتيح لإسرائيل التدخل بذريعة الدفاع عن الدروز، وتثبيت واقع نزع سلاح الدولة السورية في المحافظات الجنوبية.

ويؤكد المقال أن إسرائيل متحفزة لمواصلة الضغط على دمشق للقبول بشروطها، وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها والتنازل عن هضبة الجولان.

ويختتم المقال بالتأكيد على أن فكرة مشروع "ممر داود" تمثل تحديًا استراتيجيًا للمنطقة، وتستدعي النظر إليها باهتمام ومواجهة عبث إسرائيل بأمن المنطقة.

مشاركة المقال: