السبت, 26 يوليو 2025 04:11 AM

نزوح جماعي إلى السيدة زينب: 500 عائلة تواجه ظروفاً إنسانية قاسية وتناشد الدعم الطبي والنفسي العاجل

نزوح جماعي إلى السيدة زينب: 500 عائلة تواجه ظروفاً إنسانية قاسية وتناشد الدعم الطبي والنفسي العاجل

وصلت حوالي 500 عائلة نازحة من محافظة السويداء إلى منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، في 20 من الشهر الجاري، نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية والاشتباكات في مناطقهم. وعلى الرغم من الاستجابة الأولية من المجتمع المحلي والمكاتب السياسية، لا تزال العائلات تعاني من تحديات إنسانية كبيرة، خاصةً نقص الخدمات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية.

أفاد أحمد منصور الطحان، مدير فريق أبناء الجولان التطوعي، بأن عدد العائلات في ازدياد مستمر، وقد تم فتح بعض الفنادق في المنطقة لإيواء النازحين، ولكن هذه المرافق تفتقر إلى التجهيزات اللازمة والخدمات الضرورية. وأشار الطحان إلى أن القدرة الاستيعابية في السيدة زينب قد تصل إلى حوالي 5,000 شخص، إلا أن توفير الطعام والماء يمثل التحدي الأكبر حاليًا، مؤكدًا على الحاجة الماسة للغذاء والماء كأولوية قصوى.

الاحتياجات الطبية والنفسية: ضرورة التدخل العاجل

مع الجهود المبذولة لتوفير الإيواء والمساعدات الغذائية، تبرز الحاجة الملحة لتوفير رعاية صحية ونفسية شاملة للنازحين، وخاصةً النساء والأطفال. وأكد الطحان في حديثه أن هناك نساء على وشك الولادة، وأخريات مصابات، بالإضافة إلى أطفال وجرحى من الرجال بحاجة إلى رعاية طبية فورية، وناشد الأطباء والمنظمات الإنسانية لإنشاء نقطة طبية أو مركز طوارئ في المنطقة.

كما شدد على أهمية الدعم النفسي للأطفال، موضحًا أنهم يعانون من الخوف والاضطراب، ويحتاجون إلى تدخل نفسي متخصص من خلال الأنشطة الترفيهية، والدعم التعليمي، وجلسات التفريغ النفسي لمساعدتهم على تجاوز الصدمة. وأشار إلى افتتاح إحدى المدارس في السيدة زينب، معربًا عن أمله في توجه فرق متخصصة بالدعم النفسي والتعليمي للأطفال إلى المنطقة بشكل عاجل.

وأوضح الطحان أن غياب الدراسة والروتين اليومي يزيد من قلق وتوتر الأطفال، مؤكدًا على الحاجة إلى أنشطة بسيطة كالرسم والألعاب والورش الترفيهية لإخراجهم من حالة الخوف ومنحهم شعورًا بالأمان.

تنسيق محلي واستجابة مجتمعية محدودة

تتنوع خلفيات العائلات الوافدة، حيث أن غالبيتهم من أبناء البدو في السويداء، بالإضافة إلى نازحين من دير الزور وعائلة من مدينة أريحا بريف إدلب، كانوا يعملون سابقًا في الأراضي الزراعية بريف السويداء. وأشاد الطحان بدور المكتب السياسي في جنوب دمشق، وخاصةً بالاستجابة السريعة من إيهاب أبو آدم، الذي قدم تسهيلات واسعة لاستقبال العائلات وتخفيف معاناتها، مؤكدًا على دوره الكبير في دعم الوافدين واستجابته السريعة والمسؤولة.

دعوة مفتوحة إلى المنظمات والأطباء: “أنقذوا ما يمكن إنقاذه”

تختتم المناشدات الميدانية برسالة واضحة إلى المنظمات المحلية والدولية، تدعوها إلى تحمل المسؤولية تجاه مئات العائلات النازحة في السيدة زينب. فالحاجة تتجاوز الطعام والمأوى، لتصل إلى إنقاذ الأرواح والحفاظ على الصحة النفسية للأطفال الذين يعيشون تحت ضغط الخوف والانقطاع عن الحياة الطبيعية. وفي ظل ضعف الإمكانيات المحلية، فإن التدخل المنظم والعاجل من قبل الكوادر الطبية، والأخصائيين النفسيين، ومقدمي الدعم المجتمعي بات ضرورة ملحة، وليس مجرد خيار.

مشاركة المقال: