الأحد, 27 يوليو 2025 03:34 PM

دمشق تختنق: تلوث الهواء يهدد صحة السكان ومؤشر الجودة في مستويات خطيرة

دمشق تختنق: تلوث الهواء يهدد صحة السكان ومؤشر الجودة في مستويات خطيرة

عنب بلدي – أمير حقوق: تشهد مدينة دمشق تفاقمًا مستمرًا في مستويات التلوث البيئي، وخاصةً تلوث الهواء، مما يؤثر سلبًا على جودة الهواء ويشكل خطرًا على البيئة وصحة الإنسان.

وفقًا لموقع "accu weather" المتخصص في قياس جودة الهواء، يبلغ مؤشر جودة الهواء في دمشق 53، وهو ما يعتبر "سيئًا" حسب تصنيف الموقع، نظرًا لارتفاع نسبة التلوث. علمًا بأن الدرجة المقبولة هي 48 أو أقل، بينما الدرجة الممتازة هي 13 أو أقل.

بالمقارنة، يبلغ مؤشر جودة الهواء في ألمانيا 31 (جيد) وفقًا لموقع "AQI"، وفي تركيا يبلغ المؤشر 41 (جيد) أيضًا.

الغبار الكثيف في مقدمة الأسباب

تعزو الأوساط البيئية والصحية في دمشق ارتفاع مؤشر تلوث الهواء إلى الاكتظاظ السكاني، وعوادم المصانع المحيطة بالمدينة، ودخان الآليات والمولدات الكهربائية، ووسائل النقل المختلفة.

أكد معاون وزير الإدارة المحلية لشؤون البيئة، يوسف شرف، في تصريح لـ عنب بلدي، أن الوزارة تولي البعد البيئي أولوية قصوى لتحقيق التنمية المستدامة والحد من التلوث.

يعتبر القطاع البيئي الأكثر تضررًا، حيث ينجم التلوث عن مصادر متعددة، أبرزها انتشار الغبار الكثيف الناتج عن عمليات الهدم، بالإضافة إلى الملوثات الناتجة عن حرق وقود منخفض الجودة في وسائل النقل والمعامل والمنشآت الصناعية والكهربائية والمولدات.

أشار شرف إلى أن الانبعاثات الناتجة عن التفجيرات تزيد من تلوث الهواء وارتفاع تراكيز العوالق الهوائية والغبار، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وتصاعد أعمدة الدخان، مما ينعكس سلبًا على الصحة والاقتصاد والبيئة.

أوضح شرف أن ملوثات الهواء تنقسم إلى:

  • الغازات.
  • العناصر الثقيلة.
  • الجسيمات.
  • الملوثات الثانوية للهواء.

عوادم السيارات تساهم بنسبة 60-70% في التلوث

كشف معاون الوزير أن انبعاثات عوادم السيارات مسؤولة عن 60-70% من تلوث الهواء في دمشق، وخاصةً السيارات القديمة و"الميكروباصات" التي تعمل بوقود الديزل (المازوت). كما أن نسبة الكبريت العالية في الوقود (0.7%) تزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) والجسيمات الدقيقة (PM2.5 وPM10).

أما بالنسبة للمولدات الكهربائية العشوائية المنتشرة بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر، فهي تعمل لساعات طويلة وتطلق أكاسيد النيتروجين (NOx) والكبريت (SOx)، مما يزيد من تلوث الهواء ويسبب أمراضًا تنفسية.

تطلق المصانع غير المرخصة (مثل معامل البطاريات في منطقة الأحد عشرية) معادن ثقيلة مثل الرصاص، الذي يتجاوز الحدود المسموح بها عالميًا، وتزيد الكسارات والمقالع من الغبار والعوالق الهوائية. كما يتم حرق القمامة بشكل عشوائي في بعض الأحياء، مما يطلق غازات سامة مثل الديوكسينات والجسيمات الدقيقة.

خطة لدراسة الواقع البيئي

يتطلب ارتفاع تلوث الهواء اتخاذ تدابير إسعافية للحد من التلوث المتصاعد.

أشار يوسف شرف إلى أن الوزارة تعتمد على خطة دورية لمراقبة التلوث والاستجابة لشكاوى المواطنين، وتعتمد المواصفة السورية لتركيز الملوثات.

كما تعد الوزارة خطة لدراسة الواقع البيئي بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، وتقوم بتقييم للوضع الراهن لتفعيل قانون البيئة ووضع أسس علمية لإعادة الإعمار ودمج المعايير البيئية والتنمية المستدامة.

تتم دراسة تحسين وسائل النقل، وتقليل الاعتماد على المولدات العشوائية، ودعم استخدام أنظمة الطاقة الشمسية، وتفعيل دور الدراسات البيئية للمعامل.

تأثيره على الصحة

يرتبط تلوث الهواء بزيادة الأمراض التنفسية وتفاقم الأمراض المزمنة كالربو والتحسس التنفسي.

يؤكد يوسف شرف أن التعرض للمواد الجسيمية الصغيرة يسبب الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، وأمراض الجهاز التنفسي، وأنواع من السرطانات، والأمراض التحسسية، بالإضافة إلى تأثير المعادن الثقيلة مثل الرصاص.

أوضح الدكتور نبوغ العوا، اختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة والأستاذ في جامعة دمشق، أن زيادة تلوث الهواء يزيد من الأمراض التنفسية، خاصة أمراض القصبات الهوائية والرئة، ويمكن أن يؤدي إلى القصور التنفسي.

نصح الدكتور العوا مرضى الجهاز التنفسي بتجنب الأماكن المزدحمة، والابتعاد عن الغبار والعوادم والحرائق، ووضع الكمامات، وتناول فيتامين "د" و"س" لزيادة مناعة الجسم.

يؤثر تلوث الهواء على الجهاز التنفسي، ما يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية، إذ يمكن للجسيمات الدقيقة والمركبات العضوية المتطايرة، والسموم المحمولة جوًا، أن تخترق الرئة بعمق، ما يؤدي إلى:

  • زيادة خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.

  • تفاقم أعراض الربو.

  • تطور حساسية الجهاز التنفسي.

  • ضعف وظائف الرئة مع مرور الوقت.

  • صعوبات في التنفس: ضيق في التنفس، ضيق الصدر، السعال أو الصفير، صعوبة التنفس بعمق.

مشاركة المقال: