في تطورات متسارعة للأحداث في قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، عن "تعليق تكتيكي" مؤقت للعمليات العسكرية في ثلاث مناطق محددة، في حين أفادت مصادر طبية بمقتل العشرات جراء القصف المتواصل على مناطق متفرقة من القطاع.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن وقف العمليات سيشمل مناطق المواصي ودير البلح ومدينة غزة، وسيكون يومياً من الساعة العاشرة صباحاً (07:00 بتوقيت غرينتش) حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت غرينتش) حتى إشعار آخر، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز».
وأضاف الجيش أن المسارات الآمنة المحددة ستُطبق بشكل دائم من الساعة السادسة صباحاً حتى الحادية عشرة مساء.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر طبية بمقتل 38 فلسطينياً وإصابة آخرين، منذ فجر يوم الأحد، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة.
وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) بأن من بين القتلى 11 مواطناً "استشهدوا باستهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات في منطقة السودانية شمال غربي القطاع".
وأشارت الوكالة إلى "استشهاد خمسة مواطنين، معظمهم أطفال ونساء، جراء استهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في برج الوليد وتضرر فرن خبز أسفل البناية بحي الرمال غربي مدينة غزة".
وذكرت أن تسعة مواطنين "استشهدوا" وآخرين أصيبوا في قصف إسرائيلي استهدف مدينة خان يونس. وأضافت أن "خمسة مواطنين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين جنوبي دير البلح ونتساريم وسط القطاع".
بدوره، أشار مستشفى العودة بالنصيرات إلى "وصول ستة شهداء و50 إصابة، جراء استهداف الاحتلال المواطنين في نقطة المساعدات جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، مساء السبت، أنه أسقط مساعدات إنسانية جواً في قطاع غزة الذي يواجه آلاف من سكانه خطر المجاعة.
وقال الجيش على «تلغرام»: "بناء على توجيهات القيادة السياسية، نفذ جيش الدفاع الإسرائيلي مؤخراً عملية إسقاط جوي لمساعدات إنسانية في إطار الجهود المستمرة للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة وتسهيل ذلك"، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأضاف الجيش أن عملية الإسقاط شملت سبعة طرود مساعدات تحتوي على دقيق وسكر وأطعمة معلبة.
وأشار الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، أيضاً إلى ربط خط كهرباء بمحطة تحلية مياه، مشيراً إلى أنه من المتوقَّع أن تلبي هذه الخطوة احتياجات المياه اليومية لنحو 900 ألف شخص بغزة.
وتقول منظمات إغاثة دولية إن جوعاً جماعياً ينتشر الآن بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مع نفاد المخزونات، بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للقطاع في مارس (آذار)، قبل أن تفتح المجال لدخولها وفق قيود جديدة في مايو (أيار).
وتقول إسرائيل إنها سمحت بدخول كميات كافية من الطعام إلى غزة، وتتهم الأمم المتحدة بالتقصير في توزيعه. وتؤكد المنظمة الدولية أنها تعمل بأقصى قدر ممكن من الكفاءة في ظل القيود الإسرائيلية.
من جهة أخرى، قال ناشطون دوليون على متن سفينة مساعدات أبحرت من إيطاليا متجهة إلى غزة، في منشور على منصة «إكس»، إن السفينة تم اعتراضها.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، على منصة «إكس»، إن القوات البحرية "منعت السفينة من الدخول غير القانوني إلى المنطقة البحرية لساحل غزة"، وإنه يتم نقلها إلى الشواطئ الإسرائيلية، مشيرة إلى أن جميع الركاب سالمون.
وقالت الأمم المتحدة، يوم الخميس، إن تعليق العمليات العسكرية لأغراض إنسانية سيسمح "بزيادة المساعدات الإنسانية"، وأكدت أن إسرائيل لم توفر بدائل كافية لقوافلها مما أعاق وصول الإمدادات.
وتؤكد وزارة الصحة في غزة أن العشرات من سكان القطاع لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأضافت أن عددَ مَن توفوا بسبب سوء التغذية منذ بدء الحرب قبل نحو عامين بلغ 127 شخصاً، بينهم 85 طفلاً.
أخبار سوريا الوطن١-الشرق الأوسط