الإثنين, 4 أغسطس 2025 02:21 PM

عملية حلب: هل تشير الضربة الأمريكية لداعش إلى تحول في الاستراتيجية الأمريكية في سوريا؟

عملية حلب: هل تشير الضربة الأمريكية لداعش إلى تحول في الاستراتيجية الأمريكية في سوريا؟

أثارت العملية العسكرية الأمريكية المفاجئة في حلب، والتي أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم “داعش”، تساؤلات حول الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة من وراء هذه العملية. هل هي مجرد استمرار لجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، كما تدعي واشنطن، أم أنها تمثل بداية لاستراتيجية أوسع تستهدف التنظيمات المعارضة للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع؟

هذا التطور يثير نقاشًا حول الأجندة الأمريكية في سوريا ما بعد بشار الأسد، وعلاقتها بالإدارة السورية الجديدة ومساعي أحمد الشرع لتوحيد البلاد، والدور الذي تخطط له الولايات المتحدة في سوريا خلال السنوات المقبلة، سواء من حيث دعم الحكم الجديد لتثبيت نفوذه أو ضرب الجماعات المسلحة.

يؤكد الصحافي والكاتب السوري علي عيد، في حديث لـ “النهار”، وجود عمليات عسكرية وأمنية مستمرة تتسم بالتناغم والتنسيق العالي بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والإدارة السورية الجديدة.

ويشير إلى أن “هذا التنسيق لم يتوقف حتى في مراحل سيطرة ’هيئة تحرير الشام‘ على إدلب، إبان حكم الأسد، إذ كانت هناك عمليات مشتركة، منها استهداف خلية معينة في مدينة الباب شرق حلب، أدّت إلى مقتل عناصر من “داعش”، بمن في ذلك قيادي عراقي.

يوضح علي عيد أيضًا أن العمليات ليست فردية، كما حصل في حلب، بل هي جزء من سلسلة متواصلة تستهدف “داعش”، حيث نُفّذت عشرات العمليات في ريف حلب وإدلب على حد سواء، منذ ما قبل سقوط النظام السابق. ومن بين أبرز هذه العمليات، اغتيال زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في ريف إدلب في تشرين الأول/أكتوبر 2019، الذي أدّى إلى مقتل سبعة أشخاص، بينهم عبد الله قرداش. ونفذت القوات الدولية عملية إنزال جوّي في قرية أطمان على الحدود السورية – التركية، أدت إلى مقتل عناصر من “داعش”.

يذكر علي عيد أن الولايات المتحدة كانت قد أزالت الهيئة من لوائح التنظيمات الإرهابية، وهي تركّز على محاربة “داعش”، مع وجود مفاوضات وتعاون بين واشنطن ودمشق في ملفات أخرى، مثل ملف المعتقلين في شمال شرق سوريا.

وفي ما يخص تأثير ذلك على المشهد الإقليمي والدولي، يرى أن تعهدات الإدارة السورية بعدم ممارسة الأعمال العدائية حيال الخارج، ودمج بعض الفصائل في وزارة الدفاع، تقلّل من التهديدات، وأن تعاونها مع واشنطن، خصوصاً في ما خص الملف الكردي والمعتقلين، يظلّ هشاً ومعقداً، مع وجود مخاوف من تسرّب عناصر من معسكرات الاعتقال، وهو ما يثير قلق المجتمع الدولي.

في الختام، يُشير علي عيد إلى أن تنظيم “داعش” لا يزال خصماً رئيسياً، وأن التطورات الأخيرة، بما في ذلك عمليات الاغتيال والتصفية، تظهر “استمرار الحرب ضد الإرهاب”، رغم بعض التغيرات في التصنيفات الدولية والسياسات الإقليمية، والمشهد السوري لا يزال يواجه تحديات أمنية وسياسية معقدة، تتطلب مراقبة دقيقة وتنسيقاً مستمراً بين الأطراف المعنيّة.

مشاركة المقال: