الإثنين, 4 أغسطس 2025 10:35 PM

فيلم "نجوم النهار": أسامة محمد يفكك السلطة الأبوية ويكشف المسكوت عنه في المجتمع السوري

فيلم "نجوم النهار": أسامة محمد يفكك السلطة الأبوية ويكشف المسكوت عنه في المجتمع السوري

يروي فيلم "نجوم النهار" قصة قرية سورية تستعد لحفل زفاف ابن أحد المسؤولين، ليتحول الحفل إلى مرآة سوداوية ساخرة تعكس مظاهر التسلط والدكتاتورية والطقوس الاجتماعية الزائفة. يقدم الفيلم هذه الرؤية بلغة بصرية مدهشة، غنية بالرمزية والصمت والتعبير غير المباشر.

الفيلم من إخراج أسامة محمد، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، وتبلغ مدته 50 دقيقة. أُنتج الفيلم عام 1988، ومُنع من العرض داخل سوريا لسنوات طويلة، بسبب جرأته في نقد النظام والمجتمع. اعتمد الفيلم في أسلوبه على الإيماءات والصور والطقوس الجماعية، وقلل من الحوار المباشر.

يعتبر "نجوم النهار" أحد أكثر الأفلام السورية جرأة، وقد وصفه النقاد بأنه فيلم "تفكيك للسلطة الأبوية والسياسية". شارك الفيلم في مهرجانات عالمية مثل "كان" و"لوكارنو" رغم منعه محليًا. أُعيد ترميم الفيلم في العام الحالي بالتعاون مع "MOMA" (متحف الفن الحديث في نيويورك) ومؤسسة مارتن سكورسيزي "The film foundation".

عُرض الفيلم مجددًا في فعاليات "MOMA" منتصف العام الحالي ضمن برنامج "World cinema project" مع احتمالية عرضه قريبًا على منصات مثل "Criterion channel" أو خلال فعاليات سينمائية عربية وعالمية مهتمة بالأفلام المرممة.

حظر بدوافع سياسية

يعتبر الفيلم أول عمل روائي طويل، تم تصويره في قرية ساحلية شمال غرب دمشق عام 1988، وحظر عرضه داخل سوريا بشكل دائم، رغم دعمه من المؤسسة العامة للسينما. اختير الفيلم لتمثيل سوريا في مهرجانات مثل "كان" عام 1988.

يُذكر أن الفيلم هو أول فيلم سوري ناطق باللهجة المحلية لأبناء جبال الساحل "العلوية"، ما أثار حساسية السلطة، وتم منعه جماهيريًا، بعد أن شاهده حافظ الأسد، بنفسه بإيعاز من وزيرة الثقافة آنذاك، نجاح العطار، بعدما تبين له رمزية نقد النظام المستبد، ما أدى إلى سحب العرض.

تدور الأحداث عشية حفل زفاف مزدوج، يجمع بين ابن عم قادم من ألمانيا (دكتور معروف) وأخته "سناء"، وأخيها "كاسر" الذي يعاني من صمم خفيف، يتزوج ابنة عم أخرى وهي "ميادة". الهروب المفاجئ لـ"ميادة" يبدل مسار الحفل، فيما ترفض "سناء" إتمام زواجها بالدكتور، لتنفجر توترات تكشف عن قسوة التقاليد الاجتماعية، والتسلط الذكوري داخل العائلة.

يمثل في الفيلم الشخصية القمعية "خليل" كرمز للسلطة، ويعرض أشكال السيطرة والعنف على خلفية اجتماعية وسياسية. أدى دور البطولة عدد من الممثلين السوريين أمثال عبد اللطيف عبد الحميد وزهير عبد الكريم ومها الصالح.

أماكن عرض الفيلم

بعد صيانته وترميمه بالتعاون مع المؤسسة السينمائية الدولية "Cineteca di bologna"، يعرض الفيلم حاليًا ضمن فعاليات السينما المستقلة، أو عن طريق فعاليات صالونات سينمائية مثل صالون دمشق السينمائي، أو منصات عرض السينما العالمية أو مكتبات الأفلام المستقلة، أو عبر مواقع أفلام عربية.

مشاركة المقال: