في ليلة احتفالية بعيد الجمهورية التونسية، أطلت الفنانة لطيفة العرفاوي على جمهور مهرجان قرطاج 2025، معبرة عن حبها العميق لتونس. "أهيم بتونس الخضراء، حبا فاق عن ظني"، بهذه الكلمات افتتحت لطيفة سهرتها التي أقيمت يوم 25 جويلية على ركح المسرح الأثري بقرطاج، مضيفة أن الكلمات تعجز عن وصف سعادتها.
قدمت لطيفة العرفاوي باقة من أجمل أغانيها، موجهة رسالة فرح إلى أبناء وطنها بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لإعلان الجمهورية التونسية. الحفل، الذي قاده المايسترو يوسف بلهاني والفرقة الوطنية للموسيقى، تضمن لوحات كوريغرافية وأشرف عليه فريق تقني من تونس وفرنسا.
تحتفل الفنانة لطيفة العرفاوي هذا العام بأربعة عقود من مسيرتها الفنية، والتي شهدت الكثير من التضحيات والبحث عن الجمل الموسيقية القريبة من الجمهور والكلمة الصادقة. لطيفة، التي تتميز بأسلوبها الفريد الذي يمزج بين موسيقات الشرق والبدوي والهيب هوب والجاز، تعاونت طيلة مسيرتها مع أسماء كبرى في سماء الفن، من بينهم الساحر بليغ حمدي وعمار الشريعي وكاظم الساهر والشاعر عبد الوهاب محمد. وأكدت في الندوة الصحفية التي عقبت الحفل أنها تراهن أكثر من أي وقت مضى على الشباب.
من بين الأغاني التي قدمتها لطيفة: "يا ولد بلادي"، "يا سيدي مسي علينا"، "بالعربي"، "ما تروحش بعيد"، "لما يجيبو سيرتك"، "غرامك"، "أحلى حاجة فيا"، "بحب في غرامك"، "حبك هادي"، و"يا غدار"، بالإضافة إلى "انشالله". كما غنت من جديدها "ونحبك"، والتي التحفت فيها بعلم فلسطين إلى جانب العلم الوطني، وأغنية "يالي مروح" التي تستحضر معاناة سكان غزة الأبية ومن يعيشون ألم الغربة ووجعها، مؤكدة أن الفن يبقى دائما التزاما بالقضايا الإنسانية. كما قدمت أغنيتي "رد الباب" و"sorry".
لطيفة العرفاوي، ابنة تونس، تلبي النداء دوما لبلدها وتغني لأبناء وطنها، منتصرة لثقافة الفرح. فالموسيقى والغناء لديها عنوان للسعادة، كما أكدت في أكثر من مناسبة.
تزين ركح قرطاج خلال الحفل بسينوغرافيا مميزة، انسجمت الألوان مع صور متعددة لمواقع تراثية من الجمهورية التونسية. كما سجلت لغة الجسد حضورها بقوة من خلال لوحات كوريغرافية قدمها "بالي سهام بلخوجة".
خلال الندوة الصحفية، تحدثت الفنانة لطيفة العرفاوي عن التحضيرات للحفل التي دامت شهرين، وعن جولة فنية في أوروبا والعالم العربي. كما تطرقت لجزء من مسيرتها وأهمية منصات التواصل الاجتماعي في الترويج للفنان والمراهنة على الشباب الذي أعطى لمسيرتها نفسا جديدا. وتوجهت الفنانة لطيفة بالتحية إلى وزيرة الشؤون الثقافية السيدة أمينة الصرارفي التي واكبت العرض، مضيفة "أشعر أنني الآن بدأت مسيرتي، لأن جمهور قرطاج استثنائي، ونادرا ما يوجد جمهور بهذه الذائقة والثقافة".
انتشى جمهور قرطاج مع الفنانة لطيفة العرفاوي في عرض كل تفاصيله محسوبة بدقة، فردد أغانيها التي حفظها عن ظهر قلب وطالبها بأغاني من سجلّها فاستجابت بفرح طفولي وحاولت بين أغنية وأخرى أن تبث حب الوطن في الجمهور أو أن تسجل موقفا لصالح القضية الفلسطينية.