الإثنين, 4 أغسطس 2025 10:58 PM

مجالس الصلح في دير الزور: مبادرات تطفئ نار الثأر وتعزز السلم الأهلي

مجالس الصلح في دير الزور: مبادرات تطفئ نار الثأر وتعزز السلم الأهلي

منذ سقوط النظام البائد، أولت قيادة محافظة دير الزور اهتماماً خاصاً بحل الخلافات العشائرية والعائلية عبر مجالس الصلح، وهي خلافات أدت إلى حالات قتل وثأر متبادل، بعضها يعود إلى سنوات بعيدة، والبعض الآخر وقع في السنوات الأخيرة، مما تسبب في قطيعة بين الأطراف وتشكيل شرخ مجتمعي يهدد بالانفجار.

إطفاء للأحقاد

شهدت الأشهر السبعة الأخيرة مصالحات مجتمعية عشائرية وعائلية في مناطق مختلفة من محافظة دير الزور، بما في ذلك مدن البوكمال والميادين وقرى مثل "الغبرة" و"صبيخان"، بالإضافة إلى بلدة "سعلو" وغيرها. وقد ساهمت هذه المصالحات في إخماد نار الثأر المتبادل، حيث عملت القيادات المحلية بالتنسيق مع المحافظ غسان السيد أحمد وشيوخ ووجهاء العشائر على إطلاق مجالس صلح نشطة لحل هذه الخلافات. وقد لاقى هذا الأمر تعاوناً من العشائر والعوائل المعنية، مما أدى إلى أجواء من الهدوء والأمل في نشر المحبة والسلام وتعزيز الأمن والسلم الأهلي.

العديد من حالات القتل، بعضها قديم وبعضها حديث، كانت نتيجة خلافات وثارات، أو ناتجة عن قتل غير عمد، مثل حوادث الطرق أو العبث بسلاح. وأشار عماد الجوير – شيخ عشيرة البكعان – في حديث لـ"الحرية" إلى أن ما يجري هو بمثابة معجزة والتفاتة كريمة ساهمت في إطفاء الأحقاد والثارات ووقف نزيف الدماء والخوف والرعب الذي تعيشه الأطراف المتنازعة.

خطوات مُبشرة

من جانبه، أكد رئيس بلدية السّيال عماد الحسين أن ما يجري يستحق الثناء والتقدير، وأن إنهاء هذه المشاكل العشائرية التي خلفت ضحايا وإصابات، سواء القديمة أو الحديثة، هو بداية حياة جديدة. وأشاد بأهالي المنطقة الذين ترفعوا عن الأحقاد والثارات وجلسوا للصلح والسلام، وطووا نهائياً خلافاتهم وما خلّفته من دماء.

وأكد الحسين أن هذه المصالحات ستتوسع لتشمل عشائر وعوائل أخرى عاشت القطيعة والخصومة، ليحل محلها السلم والمحبة. وثمّن أحمد الفياض – أحد وجهاء قبيلة البكارة – خطوة مجالس الصلح، والتي أضفت أجواء من الرحمة والسلام والأمل بانتهاء زمن الأحقاد والقطيعة بين الأهالي من عشائر وعوائل محافظة دير الزور، بل وسيمتد ذلك إلى عموم مناطق الشرق والشمال الشرقي السوريين، بحكم التداخل القَبلي بينها. وأشار إلى أن الكثير من هذه المشاكل يحتاج إلى الصبر وطول النفس ورحابة الصدر، سواء من قبل المسؤولين عن عمل مجالس الصلح أو من قبل الأهالي ذوي الشأن، حيث لمس الجميع إجماعاً على ضرورة إنهاء ما صنعه الماضي من آلام والبدء بصفحة جديدة.

وأمل الكثير من الأهالي أن تكون منطقة الجزيرة على نفس النهج، فهي تعيش ذات المشاكل والخلافات المُزمنة التي شكلّت عامل فوضى واقتتال ذهبت فيه دماء بريئة، ولكون ذات التوزع العشائري يوجد على ضفتي نهر الفرات. وأشاروا إلى أن ما سُجّل من مصالحات جاء مُبشراً وهو ما يُمكن البناء عليه في صون السلم الأهلي وتعزيز الأمن والاستقرار.

يُشار إلى أن فكرة إنشاء مجالس الصلح وحل النزاعات والخلافات العشائرية برعاية رسميّة جاءت مع السلطة الجديدة، وهي لفتة تُعزز من دور الدولة وتلاحمها مع آمال وآلام الناس، وتبني والسعي بهكذا مصالحات يُسهم في توسعها وشموليتها. اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: