أعلنت محافظة دمشق يوم الأربعاء، 30 تموز، عن قرارها بنقل مكب النفايات الواقع في منطقة "الإدعشرية" بباب شرقي إلى موقع بديل أكثر ملاءمة. وأوضح المهندس عبدو وليد علوش، مدير مديرية نظافة دمشق، في تصريح خاص لعنب بلدي، أن المكب كان يستخدم بشكل مؤقت كمحطة وسيطة لنقل القمامة من مختلف أنحاء دمشق إلى المكب النهائي في منطقة الغزلانية-دير الحجر.
وأشار علوش إلى أن محطة نقل الكسوة تم اختيارها لقربها من المدينة وجاهزيتها، وهي جزء من محطات نقل القمامة التي أنشئت وفقًا للمخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة المعتمد عام 2006. وأكد أن تقييمًا للأثر البيئي قد أُجري لجميع المحطات قبل إنشائها، علمًا أن مساحة محطة نقل الكسوة تبلغ حوالي 2000 متر مربع وتعود ملكيتها لمحافظة ريف دمشق، وهي بعيدة عن التجمعات السكنية. وأضاف أن محطة الكسوة كانت قائمة بالفعل قبل نقل قمامة دمشق إليها، وتستقبل النفايات من القرى المجاورة، كما يوجد عقد استثمار لفرز النفايات وعمال تابعون للمستثمر.
وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت مديرية نظافة دمشق في نقل نفايات مكب "الإدعشرية"، أوضح علوش أن موقع محطة الكسوة أبعد نسبيًا مقارنة بموقع محطة باب شرقي، مما قد يؤثر على دورة ترحيل الحاويات في المدينة بسبب زيادة المسافة التي تقطعها الآليات. بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال لتعرض الآليات لأعطال أثناء الرحلة إلى محطة الكسوة، خاصة وأن معظم آليات المديرية قديمة. وأشار إلى أن موقع محطة "الإدعشرية" مستملك لصالح وزارة الأوقاف، وهو جزء من المخطط التنظيمي الجديد للمنطقة، وسيتم التعامل مع الموقع بناءً على ذلك.
استجابة لشكاوي الأهالي
أوضحت محافظة دمشق في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، أن هذا القرار يأتي استجابة لشكاوى الأهالي المتكررة ومعاناتهم اليومية من الروائح الكريهة والمظهر غير اللائق الناتج عن وجود المكب خلف أحد المساجد وأمام كنيسة ومجمع ديني. وأكدت المحافظة مسؤوليتها عن خدمة المواطنين والحفاظ على المظهر الحضاري للمدينة، والتزامها بتحقيق بيئة نظيفة وصحية تحترم خصوصية المكان وأهمية التراث، مع إعطاء الأولوية لصيانة الأحياء القديمة من أي مظهر يسيء إلى طابعها التاريخي. وأشارت إلى أن أعمال إزالة المكب ستتم تحت إشرافها وبجهود من مديرية النظافة، وفق برنامج عمل منظم. وتوجهت المحافظة بالشكر للأهالي على تعاونهم وحرصهم الدائم على بيئتهم وأحيائهم، مؤكدة استمرارها في الاستجابة لملاحظاتهم والعمل لمصلحة الجميع.
متابعة سابقة
تابعت عنب بلدي مشكلة أهالي "الإدعشرية" حول وجود محطة نقل نفايات في حيهم السكني منذ آذار الماضي، وكان من المفترض نقلها إلى موقع بديل منذ ذلك الوقت. وفي تصريح سابق، ذكر المشرف العام على قطاع البيئة في مديرية نظافة دمشق، صبري عباس، لعنب بلدي، في 19 آذار الماضي، أنه يتم العمل على إيجاد مواقع بديلة لنقل مكب نفايات "الإدعشرية" إلى محطة نقل "مؤقتة" تجميعية، خلال "أسابيع قليلة". وبعد أسابيع من التصريح واستمرار معاناة أهالي الإدعشرية، تواصلت عنب بلدي من جديد مع عباس لمعرفة سبب التأخير، فأوضح أن هناك مشكلات تواجههم في تحديد موقع جديد لمحطة نقل النفايات. وأكد عباس أن مديرية نظافة دمشق تجري نقاشات مع نظيرتها في ريف دمشق، لتحديد محطة نقل جديدة ضمن المعايير النموذجية البيئية وبعيدة عن التجمع السكاني، وكل الأماكن التي اقترحت وتبعد عن الأحياء السكنية مسافة خمسة كيلومترات أقل تقدير، قوبلت بالرفض من قبل السكان. وأضاف صبري عباس أن إحدى الصعوبات التي تعترض طريقهم، هي قلّة وجود أماكن مناسبة لمكب النفايات، إضافة إلى أن المكان يجب أن يكون قريبًا نوعًا من العاصمة، أي ألاّ يبعد بين دمشق وريفها عن مسافة 15 كيلومترًا كحد أقصى. ولم تقتصر معاناة أهالي "الإدعشرية" على خطورة التلوث البيئي والغازات السامة المنبعثة من النفايات في منطقتهم، فغياب الخدمات الصحية والكهرباء وقلة مياه الشرب، تجعل حالهم المعيشي أكثر تعقيدًا. تقع منطقة "الإدعشرية" في مركز مدينة دمشق، بالقرب من باب شرقي، ويطل المكب على الشارع العام الواصل بين منطقة باب شرقي وباب توما والزبلطاني، والتي تعتبر مناطق ذات كثافة سكانية. ويلاصق حائط المكب مسجد ومجمع "الفتح الإسلامي" التابع لجامعة "بلاد الشام"، ما أثار غضب المصلين وسكان المنطقة.