الإثنين, 4 أغسطس 2025 02:56 PM

انقسامات في "بيت الهجري" تثير تساؤلات حول القيادة ودور الدولة في السويداء

انقسامات في "بيت الهجري" تثير تساؤلات حول القيادة ودور الدولة في السويداء

تتزايد المؤشرات على وجود تصدعات داخل "بيت الهجري"، المؤسسة الدينية التي لطالما مثلت الطائفة الدرزية في السويداء. يظهر ذلك جلياً في التناقضات الواضحة في المواقف والتوجهات، بالإضافة إلى الاتهامات المتزايدة بالعجز عن توفير قيادة مسؤولة أو رؤية واقعية للحفاظ على أرواح المدنيين وإعادة الاستقرار إلى المحافظة.

كشفت مصادر مطلعة لـ"زمان الوصل" عن تصاعد الخلافات داخل "بيت الهجري"، ليس فقط بسبب الموقف من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، بل أيضاً بسبب ما وصف بـ"الازدواجية المتعمدة" في خطاب الشيخ حكمت الهجري، والذي أصبح أقرب إلى خطاب سياسي منه إلى مرجعية دينية جامعة.

يتساءل مراقبون عن استمرار "الهجري" في تبني سرديات تخدم أجندات خارجية، بما في ذلك أجندات إسرائيلية، سواء من خلال الترويج للانعزال أو تعطيل جهود استعادة الدولة لوظائفها الأمنية والإدارية، تحت ذريعة حماية الهوية أو "خصوصية" الجبل.

في المقابل، تتفق أطراف محلية ووجهاء مستقلون على أن التهدئة الأخيرة، التي تحققت بجهود أهلية وبدعم من الدولة، تمثل فرصة يجب استغلالها لتمهيد الطريق لعودة قوى الأمن وممارسة دورها الكامل، وفرض سيادة القانون، بما يتماشى مع بنود الاتفاق الأخير.

يؤكد هؤلاء أن توجيه الرأي العام نحو أولويات واقعية لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار "بيت الهجري" في تبني خطاب عاطفي متوتر يعيد إنتاج الأزمة بدلاً من المساهمة في حلها.

من جهتها، أكدت مصادر حكومية أن الاتفاق الموقع مؤخراً لا يحتمل التأويل، وأن المرحلة القادمة ستشهد تنفيذاً تدريجياً لبنوده، وعلى رأسها إعادة تمركز القوى الأمنية وإنهاء حالة الفوضى المسلحة التي أرهقت الأهالي وعطلت أي جهود تنموية أو خدمية.

وفقاً للمعلومات، تعمل أجهزة الدولة على إعداد خطة عمل تتضمن ترتيبات ميدانية وإدارية لإعادة ترسيخ مؤسسات الدولة في السويداء، مع ضمان عدم تكرار سيناريوهات الانفلات الأمني التي تراكمت على مدى سنوات طويلة من التغاضي والتهاون.

يرى مراقبون أن الكرة الآن في ملعب المجتمع المحلي، الذي يواجه خياراً بين الإصرار على دورات العنف والفوضى المغلّفة بالشعارات، أو الانخراط في مسار وطني يعيد للدولة سيادتها ويحفظ لأهالي الجبل كرامتهم وأمنهم. زمان الوصل

مشاركة المقال: