النضج المبكر للأطفال: هل هو نعمة أم نقمة؟ وكيف يؤثر على مستقبلهم؟


هذا الخبر بعنوان "النضج المبكر: مجاملة أم عبء؟" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٣ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
فاطمة عباني
كثيراً ما نسمع بالغين يصفون طفلاً بأنه "ناضج بالنسبة إلى عمره". هذه عبارة تُقال بنية حسنة، ولكن الاختصاصي الاجتماعي السريري جاستن فافا ويليام يقول: "رغم أن عبارة ‘ناضج بالنسبة إلى عمرك’ تُستخدم للمجاملة، فإن آثارها قد تكون سلبية".
قد يعني هذا النضج أن الطفل اضطلع بمسؤوليات يفترض أن يتحملها البالغون. ويشير ويليام إلى أن الطفل قد يتولى أدواراً أبوية أو شبيهة بها، قد تشمل مهمات جسدية أو عاطفية أو ذهنية، مثل دفع الفواتير وإعداد الطعام والتسوق، أو حتى رعاية الأشقاء والوالدين.
توضح المستشارة النفسية ماغي لانسيوني أن النضج المبكر غالباً ما يكون نتيجة ظروف أجبرت الطفل على تحمل ما لا يناسب عمره. وتقول: "لم يختر الطفل أن يكون ناضجاً، بل اضطر لذلك من أجل البقاء، وتلبية حاجاته ورعاية الآخرين".
والطفل الذي تطلب منه رعاية أشقائه لن يجد وقتاً للعب أو لممارسة هواياته، ما يعني أنه حُرم من اختبار طفولته. ويشرح ويليام: "الطفل الناضج يُدفع غالباً إلى أدوار البالغين، فلا يُسمح له بأن يكون عفوياً أو أن يخطئ أو يكتشف".
هذا النمط يُقيّد الطفل، ويُلزمه بالتماسك طوال الوقت. وإذا لم يُعالج مبكراً، فقد يتحول إلى عبء يستمر في مرحلة البلوغ، إذ يشعر الشخص بأنه يجب أن يكون دائماً المسؤول أو الطرف الأقوى.
الطفل الذي يتصرف بنضج يُنظر إليه غالباً على أنه محل ثقة. وقد يعكس ذلك قوة داخلية، بحسب موقع “هاف بوست”، لكن لانسيوني تحذر من أن البالغين يُعجبون بهؤلاء الأطفال لأنهم أكثر طاعة وأسهل في التواصل، وهذا التكيف ليس خياراً بل وسيلة للبقاء. ومع أنه يبدو إيجابياً، إلا أنه يضع عبئاً غير عادل على الطفل.
في سن الرشد، قد يعاني من نشأ بهذه الطريقة من صعوبة في طلب المساعدة ومن ضعف في وضع الحدود وسلوكيات مفرطة في إرضاء الآخرين. تقول لانسيوني: "قد تجد صعوبة في الثقة بالآخرين، أو في الاعتراف بحاجاتك ومشاعرك. وقد تكون أكثر عرضة لمشكلات في الصحة النفسية".
وتتابع: "العناية بالنفس، جسدياً وعاطفياً وذهنياً وروحياً، تصبح ضرورية. تصبح أشبه بمنح نفسك الحب الذي لم تحصل عليه كطفل".
وتنصح بعلاج الطفل الداخلي، وهو أسلوب علاجي يهدف إلى إحياء الجوانب الإبداعية والعفوية في النفس، وتوفير الاهتمام الذي ربما حُرم منه الفرد في طفولته.
بدلاً من وصف الطفل بأنه "ناضج بالنسبة إلى عمره"، يُنصح بالتركيز على سلوكيات إيجابية محددة. من الأفضل توجيه الإطراء إلى تصرفات معينة مثل:
في كثير من الأحيان يكون النضج المبكر عبئاً تنكسر تحته الطفولة. في هذه الحالة، سيحرق الطفل المراحل وستفوته متع جمة في الحياة إما لأنه وصل إليها مبكراً جداً أو متأخراً للغاية.
سوريا محلي
اقتصاد
منوعات
سياسة