أثار اعتزام الحكومة رفع أسعار الكهرباء استياءً واسعاً لدى الصناعيين والمواطنين على حد سواء. فقد صرح محمد زيزان، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب، لـ”الوطن” بأن هذا الرفع سيؤثر سلباً على تنافسية المنتجات السورية.
وأوضح زيزان أن الصناعيين يعانون بالفعل من ارتفاع تكاليف الإنتاج، وهو ما يعيق تطوير المنتج الوطني. وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الكهرباء في السابق أبعد الصناعة الوطنية عن المنافسة، مؤكداً أن تخفيض سعر الكهرباء هو مطلب أساسي لإعادة إقلاع العجلة الإنتاجية وتنشيط المنشآت الصناعية.
ويرى زيزان أن رفع أسعار الكهرباء سيؤثر بشكل مباشر على قدرة المنتجات السورية على المنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية، وسينعكس سلباً على حجم الصادرات. وطالب بفرض رسوم جمركية وإدارية للحد من إغراق السوق المحلي بالبضائع الأجنبية المستوردة، وخاصة المهربة، من خلال ضبط المنافذ وتطبيق المواصفات القياسية الدولية على جميع المنتجات المستوردة.
وأكد على أهمية تطبيق القرار 43 الصادر عن الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، ووضع ضوابط صارمة على جودة البضائع المستوردة، مع مراقبة الجودة من قبل غرف الصناعة وأصحاب الاختصاص، ومنع دخول أي منتج لا يطابق المواصفات. كما شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين لحماية حقوق التجار والصناعيين والزراعيين، وتطبيق نظام مكافحة التهريب لتحقيق المصلحة العامة، وفرض التدابير الاحترازية والعقوبات على كل من يشارك في تهريب البضائع.
وأشار زيزان إلى ارتفاع تكاليف الطاقة في الإنتاج، حيث تصل الضريبة والرسوم على فاتورة الكهرباء إلى حوالي 22%، مما يرفع تكلفة الإنتاج لبعض الصناعات بنسبة تتراوح بين 40 و 60%. وأكد أن تخفيض أسعار الكهرباء في هذه الظروف أصبح ضرورياً لخلق بيئة إنتاج تنافسية، تجعل الصناعي السوري قادراً على المنافسة في الداخل والخارج. وأوضح أن تسعيرة الكهرباء في سوريا تعتبر الأغلى مقارنة بدول الجوار، حيث يصل السعر إلى 20 سنتاً، بينما هو 9 سنتات في الأردن، و 12 سنتاً في تركيا، و 6 سنتات في مصر. أما سعر الفيول في سوريا فيصل إلى 550 دولاراً، بينما السعر العالمي هو 250 دولاراً.
يذكر أن الفيول يستخدم في العديد من المصانع والصناعات، وخاصة الصناعات الهندسية، وهو ما يؤثر سلباً على مستوى الإنتاج.
هناء غانم