الأحد, 10 أغسطس 2025 04:38 AM

جدل حول قيادة سيارة في باحة الجامع الأموي بدمشق.. و"الأوقاف" توضح ملابسات الحادثة

جدل حول قيادة سيارة في باحة الجامع الأموي بدمشق.. و"الأوقاف" توضح ملابسات الحادثة

أثار مقطع فيديو انتشر اليوم، السبت 9 آب، يظهر رجلًا يقود سيارته داخل باحة الجامع الأموي في دمشق، جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي. واستفز الفيديو العديد من الناشطين الذين اعتبروه تعديًا على المقدسات الدينية، خاصة بسبب الطريقة الساخرة التي صور بها الرجل نفسه وعائلته، وهو يقول "جولة داخل الجامع الأموي بالسيارة".

يظهر التسجيل الرجل (الذي لم يكشف عن هويته) وهو يعبر من باحة الجامع ويتجه نحو الباب المطل على مدخل سوق الحميدية، حيث قام حراس الباب بإزالة العوائق للسماح له بالمرور. ويظهر في الفيديو وجود عدد من الزائرين والمصلين في باحة المسجد الأموي.

علق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بأن السماح بدخول سيارة إلى باحة أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في البلاد يعتبر انتهاكًا لحرمة المكان.

من جانبها، أوضحت وزارة الأوقاف في بيان وصل لعنب بلدي أن شخصًا حضر إلى الجامع الأموي لاستلام عدد من المصاحف في 31 تموز 2025، وسمحت له إدارة المسجد بإيقاف سيارته خارج حرم المسجد لتسهيل عملية التحميل. وأضاف البيان أنه عند بدء التحميل، أبلغ صاحب السيارة بعدم وجود عمال متاحين للمساعدة، فقام بعض الموظفين، دون أخذ الإذن من إدارة المسجد، بالسماح له بإدخال سيارته إلى داخل باحة المسجد لتحميل المصاحف بنفسه.

وذكر البيان أنه خلافًا للغرض الذي أدخلت السيارة من أجله، قام الشخص المذكور بالتجول بسيارته داخل الباحة، وتصوير مقطع فيديو ونشره على منصات التواصل الاجتماعي بطريقة غير لائقة لا تتماشى مع حرمة المسجد ومكانته.

وأعربت إدارة الجامع الأموي عن أسفها لحدوث ذلك، مؤكدة أنها "ستقوم بمحاسبة الموظفين المسؤولين عن السماح بإدخال السيارة دون إذن إدارة المسجد، ومخاطبة الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق صاحب مقطع الفيديو". وأكد البيان أن إدارة الجامع تحرص على صون حرمته والحفاظ على قدسيته، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

يذكر أن أحداثًا أخرى قد أثارت جدلًا في المسجد الأموي منذ سقوط نظام الأسد، أبرزها حادثة التدافع التي أدت إلى ثلاث وفيات، على خلفية تنظيم شيف "عزيمة طعام" في ساحة المسجد في كانون الثاني الماضي. وكانت إدارة المسجد قد منعت دخول النساء من البوابة الرئيسية، وحولت دخولهن إلى الباب الشمالي (باب صلاح الدين) بعد فصل باحة المسجد إلى قسمين، واحدة للرجال وأخرى للنساء.

وبحسب الجهات المشرفة، فإن هذه الإجراءات التنظيمية تهدف إلى تحسين إدارة الحشود وتعزيز أجواء الخشوع خلال أوقات الذروة. وأكدت إدارة المسجد أن الهدف من هذه الخطوة هو الحفاظ على الطابع الروحي والانتظام داخل المساحة الدينية.

يُشار إلى أن مسجد بني أمية بُني في عهد الوليد بن ملك، في عصر الدولة الأموية من الخلافة الإسلامية. ويقع الجامع الأموي في قلب دمشق القديمة، حيث يحده من جهة الجنوب حي البزورية، ومن الغرب سوق الحميدية، ومن الشرق مقهى النوفرة، بينما تحده من الزاوية الشمالية الغربية المدرسة العزيزية وضريح السلطان صلاح الدين الأيوبي. وتُمنع حركة السيارات داخله بشكل كامل، ويسمح بالوصول إليه سيرًا على الأقدام، مع وجود ساحات خارجية مخصصة للسيارات.

مشاركة المقال: