الإثنين, 11 أغسطس 2025 09:16 PM

تفاقم الفقر في طرطوس: المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر كحلول واعدة

تفاقم الفقر في طرطوس: المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر كحلول واعدة

يشهد ريف محافظة طرطوس تفاقماً غير مسبوق في معدلات الفقر، حيث فقد العديد من السكان مصادر رزقهم التقليدية من الزراعة، خاصة مع تفاقم الجفاف ونضوب الآبار والينابيع، بالإضافة إلى قلة فرص العمل المتاحة للشباب. وتزيد من حدة الوضع تشتت الحيازات الزراعية وغياب التخطيط الفعال، فضلاً عن نقص معامل التصنيع الزراعي. في المقابل، تمكن البعض من مواجهة الفقر من خلال تأسيس مشاريعهم الخاصة وتحقيق نجاح ملحوظ. تسعى صحيفة الثورة من خلال هذا التحقيق إلى استكشاف هذا الواقع واقتراح حلول للحد من انتشار الفقر.

التخطيط السليم

تغيرت الظروف البيئية والتسويقية والاقتصادية، مما يستدعي وضع خطط جديدة لتطوير القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في ريف محافظة طرطوس، وذلك عبر إطلاق مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر تدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية. تشدد خبيرة في المشاريع الأسرية والصغيرة، فضلت عدم ذكر اسمها، على أهمية هذه المشاريع كمنطلق للانتعاش الاقتصادي للأسر الريفية، حتى على مستوى تصنيع الأجبان والألبان منزلياً لخلق قيمة مضافة.

جهة داعمة

تؤكد الخبيرة على ضرورة توفر فكرة واضحة للمشروع، بالإضافة إلى خبرة صاحب المشروع في مجال عمله وكيفية تسويق منتجاته، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العائلات الريفية. الأهم من ذلك هو وجود جهة راعية وداعمة تقدم منحاً مالية لتأسيس المشاريع، أو قروضاً ميسرة يتم استيفاؤها بعد تحقيق المشروع للدخل. تشير الخبيرة إلى دور هيئة مكافحة البطالة في دعم المشاريع، والتي دعمت تأسيس ٦١٦٤ مشروعاً أسرياً وصغيراً في محافظة طرطوس، بالإضافة إلى تقديم الدعم التسويقي.

الحلول بسيطة ومتاحة

المهندسة كوكب خضور، الخبيرة الزراعية والمدربة في مجال تنمية المرأة الريفية ومدارس المزارعين بمنطقة القدموس، تتحدث عن تأثير الموروث الزراعي على تفتت الأراضي الزراعية، مما يسبب مشكلات للمزارعين تبدأ من تأمين مستلزمات الإنتاج وصولاً إلى تسويق المنتجات. تقترح المهندسة خضور إعادة تفعيل المدارس الزراعية الحقلية، التي تجمع المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة المتجاورة لزراعة نوع واحد من المحاصيل بشكل مدروس، مما يحل مشكلة تأمين المستلزمات واليد العاملة، بالإضافة إلى إحداث معامل لتصنيع الإنتاج الزراعي في مناطق الإنتاج.

نحو التصنيع الزراعي

يشير المهندس حسن حماده، مدير الزراعة بطرطوس، إلى ضعف الصناعات الزراعية في المحافظة، والتي تقتصر على بعض المعامل البدائية. ويؤكد على حاجة المحافظة لمعامل صناعة العصائر وتعبئة زيت الزيتون وتصدير الفائض، فالعمل الصناعي والتجاري يساهمان في الارتقاء بالمستوى الاقتصادي للمحافظة.

السيدة أم يوسف، مثال للمرأة المكافحة، حيث تمكنت من تأسيس مشروعها المتناهي الصغر لخبز الخبز على طريق طرطوس- صافيتا، وتطمح لتوسيع مشروعها من خلال تصنيع الخضار وتجفيف الفواكه، ولكنها بحاجة إلى دعم مالي.

الطموح يصنع المستحيل

الشابة شيرين إبراهيم اسكاف، أسست مشروعها الصغير الخاص بزراعة الصباريات ووصلت للقمة، حيث بدأت من الصفر وبحثت عن كل معلومة تخص الصبار حتى أصبحت خبيرة. بدأ المشروع في المنزل عام 2021، وفي عام 2022 كانت الانطلاقة الفعلية للإنتاج والبيع. على الرغم من الصعوبات، طورت شيرين عملها ووسعت المجموعة لتضم أكثر من 400 نوع وأكثر من 1000 أصيص. حقق المشروع انتشاراً كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح لديها خط إنتاج خاص بها وتشحن إلى خارج البلد. تنصح شيرين كل شاب وشابة بتأسيس مشروعهم الخاص، فالطموح والتصميم يصنعان المستحيل.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الثورة

مشاركة المقال: