أعلنت المؤلفة الموسيقية سعاد بشناق عن ترشيحها لجائزة الموسيقى التصويرية الكندية المرموقة، وذلك عن موسيقا المسلسل السوري "البطل" الذي عُرض خلال الموسم الدرامي الماضي، والذي حظي بتقييمات إيجابية واسعة من النقاد والجمهور.
في حوار مع "الوطن"، تحدثت بشناق عن تجربتها في هذا العمل، وكواليس التعاون مع المخرج الليث حجو، بالإضافة إلى رؤيتها للموسيقى التصويرية.
وعن ردود فعل الجمهور على موسيقا "البطل"، عبّرت بشناق عن سعادتها البالغة بهذه الردود المميزة، مؤكدة أن السوريين يمتلكون ذائقة فنية أصيلة، وأنهم أبناء ثقافة وفن يتابعون العمل بكل تفاصيله، بما في ذلك الموسيقا التصويرية. وأشارت إلى تلقيها إشادات عديدة، من بينها كلمات الموسيقار سمير كويفاتي والملحن اللبناني أحمد قعبور، اللذين أكدا أن موسيقا "البطل" تمثل نقلة نوعية في الدراما السورية. كما أعربت عن دهشتها من اهتمام الجمهور بأدق التفاصيل الموسيقية، الأمر الذي يؤكد أن المشاهد السوري لا يتعامل مع العمل الدرامي كوسيلة لتمضية الوقت فحسب، بل يقدّر الجهد المبذول فيه.
وفيما يتعلق بالتعاون مع المخرج الليث حجو، أوضحت بشناق أن هذا التعاون سبقته حوارات مطولة بينهما حول طبيعة الموسيقا المناسبة للمسلسل، ونوعية الآلات التي يمكن أن تخدم الأجواء الدرامية. وأضافت أن الليث حجو كان قد استمع إلى بعض أعمالها وأعجب بها، وأصرّ على أن يحتوي العمل على لحن رئيسي مميز وذي وقع قوي، ومنحها ثقته الكاملة، مما أتاح لها مساحة لتقديم موسيقا تحمل شخصيتها الفنية، وفي الوقت نفسه متفردة ومبتكرة، بعيدة عن القوالب المألوفة.
وعن أسلوبها في التأليف الموسيقي، أكدت بشناق حرصها الدائم على أن تكون أعمالها سهلة التلقي، وفي الوقت نفسه متوازنة من حيث العمق الموسيقي، بحيث يستمتع بها المستمع العادي وتلامس قلبه، ويقدّر الموسيقي المحترف ذكاء التوزيع الأوركسترالي ودقة التفاصيل التقنية التي تضعها في كل عمل.
وحول الضغط الذي واجهته أثناء العمل على موسيقا المسلسل بالتزامن مع عرضه، وصفت بشناق التجربة بأنها كانت مرهقة، حيث عملت لساعات طويلة يومياً على التأليف والتحضير، أحياناً أكثر من 15 ساعة في اليوم، وخاصة مع الحاجة إلى إضافة مقطوعات جديدة بالتزامن مع عرض الحلقات. وأشارت إلى أن الضغط النفسي والجسدي كان كبيراً، ولكن الدعم الكبير من الجمهور والمحبين منحها طاقة ودافعاً للاستمرار.
وبعد حصولها على 9 جوائز عالمية من أصل أكثر من 15 ترشيحاً، كشفت بشناق عن طموحها الأكبر وهو الوصول إلى العالمية، والفوز بجائزة الأوسكار للموسيقا. لكنها أكدت أن الأهم بالنسبة لها هو أن تؤلف موسيقا خالدة تعيش في ذاكرة ووجدان الجمهور لعقود، فذلك أسمى من أي جائزة.
وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي في مهنة التأليف الموسيقي، أعربت بشناق عن قلقها من وجود مخاطر، وخاصة على المهن الإبداعية، لكنها أشارت إلى أنه رغم قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج أعمال موسيقية، فإنه يفتقر إلى الروح التي تمنحها اللمسة البشرية، وأن النتيجة غالباً ستكون بلا إحساس حقيقي، وهذا ما يستطيع المتلقي تمييزه بسهولة.
مصعب أيوب