تواجه المسابح المفتوحة في ألمانيا أزمة غير مسبوقة هذا الصيف، حيث بقيت العديد من المقاعد شاغرة، وفضل السباحون ومحبو الشمس التوجه إلى البحيرات والأنهار والبرك الطبيعية، فيما وصفه البعض بأنه "حنين إلى البحيرات" بدلاً من أجواء المسابح التقليدية.
أكد بيتر هارتسهايم (69 عاماً) في تصريح لصحيفة "بيلد" أن المسابح تعاني من تكاليف تشغيلية مرتفعة ونقص في الكوادر، فضلاً عن تغيّر في ثقافة ارتيادها مقارنة بسبعينيات القرن الماضي، حين كان المنقذ شخصية تحظى بالاحترام وتجمع الناس حولها. وأضاف أن احترام العاملين تراجع بشكل ملحوظ، وأن بعض المراهقين، سواء من ذوي الأصول المهاجرة أو الألمان، يتعاملون بعدائية مع الموظفين، مشيداً في الوقت نفسه بالدور المهم للمنقذين من خلفيات مهاجرة في حل النزاعات.
أشار هارتسهايم إلى أن من بين التحديات أيضاً ضعف إشراف الأهالي على أطفالهم، وتركهم في عهدة موظفي المسابح بينما ينشغلون بهواتفهم، مؤكداً أن على الأهل المشاركة الفعلية في تعليم السباحة وتشجيع النشاط البدني لأطفالهم.
من جهة أخرى، ارتفعت أسعار تذاكر دخول المسابح بنسبة 5.7% في مايو 2025 مقارنة بالعام الماضي، فيما أظهر استطلاع أن ثلث المسابح بحاجة ماسة إلى أعمال صيانة، ما يهدد بإغلاق بعضها خلال السنوات المقبلة بسبب الإهمال المزمن في تحديث مرافقها، وتفاقم الأزمة بفعل جائحة كورونا وارتفاع تكاليف الطاقة.
كما حذر هارتسهايم من النقص الحاد في الكوادر، مشيراً إلى أن المسابح كانت في السابق تفتح أبوابها يومياً حتى ساعات متأخرة، بينما تقتصر مواعيد العمل في بعضها حالياً على خمسة أيام في الأسبوع ولساعات محدودة. ودعا إلى جعل تشغيل المسابح مسؤولية إلزامية للبلديات وزيادة الدعم المالي الحكومي.
واختتم مؤكداً أن المسابح تبقى أماكن للتواصل الاجتماعي والاستمتاع بالحياة، حيث يلتقي الأطفال وكبار السن، داعياً جميع الزوار إلى التعاون في الحفاظ على النظام، ومواجهة أي سلوكيات عنيفة أو مخالفة عبر فرض عقوبات صارمة وطويلة الأمد عند الضرورة.