تتواصل جهود فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري، وأفواج الإطفاء، وأفواج إطفاء الحراج، لإخماد الحرائق الحرجية التي اندلعت بشكل متزامن في محافظتي اللاذقية وحماة، وذلك اليوم الأربعاء الموافق 13 من آب. وأفاد مدير الدفاع المدني في الساحل، عبد الكافي كيال، في تصريح لعنب بلدي، بأن أكثر من 20 حريقًا قد اندلع في ريفي اللاذقية وحماة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأكد كيال أن الفرق تتعامل حاليًا مع خمسة مواقع للحرائق في منطقة الغاب، مع وجود احتمالية لزيادة هذه المواقع في نقاط متوزعة وبؤر متعددة، في مناطق عناب وبيت ياشوط وطريق المقامات بريف حماة الغربي. بالإضافة إلى ذلك، تعمل فرق الإطفاء على مكافحة الحرائق في ريف اللاذقية في مناطق الحفة وجبل التركمان، وكذلك في المنطقة الواقعة بين ريف اللاذقية وإدلب، وفي منطقة جبلة حيث يتم العمل على إخماد أكثر من ثلاثة حرائق.
وفي محافظة طرطوس، اندلعت حرائق في منطقة دريكيش والمناطق الحرجية المحيطة بها. وقد تم إخماد عدة حرائق، أبرزها في منطقة جبل التركمان وجبلة والحفة، بينما تواصل الفرق إخماد بقية الحرائق في هذه المناطق، بالتوازي مع العمل على إخماد حرائق ريف حماة، وفقًا لما أوضحه كيال.
وأشار كيال إلى خطورة بعض الحرائق المشتعلة في هذه المناطق الحرجية، نظرًا لقربها الشديد من قرى سكنية، مؤكدًا وجود فرق منتشرة في الغابات للحد من وصول النيران إلى القرى وحماية الأهالي. وأكد أن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تعمل منذ شهر على خطط لفتح الطرقات في مناطق ريف اللاذقية الشمالي، موضحًا أن الجهود مستمرة لتقليص المساحة التي يمكن أن تلتهمها النيران.
وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، قد أعلن مساء الثلاثاء 12 من آب، عبر صفحته على منصة “إكس“، أن الوزارة وبالتنسيق مع فرق الإطفاء والدفاع المدني وأفواج الإطفاء الحرجية، تتابع أعمال إخماد الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة. وذكر أن الحرائق توزعت خلال الأيام الماضية في الحفة (عين التينة، كرم المعصرة، دير ماما)، وجبل التركمان (الشحرورة، سلور، طريق اليمضية)، والقرداحة، وجبلة– كلماخو، وكسب، إضافة إلى سهل الغاب– رأس الشعرة.
وأكد إخماد خمسة حرائق والسيطرة عليها بشكل كامل، فيما تتواصل الجهود للتعامل مع الحرائق المستمرة، إلى جانب الرقابة المستمرة لضمان السيطرة الكاملة على جميع البؤر ومنع تجددها، رغم صعوبة التضاريس وانعدام خطوط النار في بعض المواقع، وشدة الرياح وارتفاع درجات الحرارة. ولفت إلى أنه خلال يومي 10 و11 من آب فقط، استجابت الفرق في عموم سوريا لـ26 حريقًا، بينها عشرة حرائق حراجية، وأربعة حرائق في منازل، و12 متنوعة.
فتح “خطوط نار”
أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، في 7 من آب، أن فرق الدفاع المدني نفذت عمليات استباقية بفتح “خطوط نار” ضمن الغابات الكثيفة بريف اللاذقية الشمالي للوقاية من الحرائق. وذكر الصالح عبر منصة “إكس“، أن “خطوط النار” امتدت بطول 73 كيلومترًا، وشملت مناطق زاهية، عطيرة، كسب، والفرنلق، فيما تواصل الفرق حاليًا عملياتها في منطقة الربيعة. وأشار إلى أن “خطوط النار” تُعد من الإجراءات الوقائية الأساسية في الغابات، لأنها تسهم في تقليص سرعة انتشار النيران وتُسهّل وصول فرق الإطفاء إلى المواقع المهددة.
حرائق اللاذقية
كان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث أعلن، في 15 من تموز، السيطرة الكاملة على حرائق محافظة اللاذقية بعد 12 يومًا من العمل المتواصل. واعتبر أن هذه نهاية مرحلة الاستجابة العاجلة، وبداية مرحلة لا تقل أهمية عن حماية الغابات المتبقية واستعادة ما دمرته النيران. وحذر من أن الكارثة الحقيقية لا تكمن فقط فيما تمت خسارته، بل في تداعياته المستقبلية، ومنها خطر الانجراف، وفقدان التربة والغطاء النباتي، في ظل موجة جفاف وتغير مناخي هي الأسوأ منذ عقود.
وأعلنت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، في 4 من آب، عن تضرر أكثر من 14 ألف هكتار نتيجة للحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية الشهر الماضي. وأوضحت الوزارة في إحصائية نشرتها على “فيسبوك“، أن الغابات والحراج سجلت النسبة الأكبر من الضرر، بمساحة بلغت 11,675 هكتارًا، أي ما يعادل 82.55% من إجمالي المساحات المحترقة. وجاءت الأراضي الزراعية في المرتبة الثانية، حيث بلغت المساحة 2,152 هكتارًا، أي بنسبة 15.21%، أما نسبة الأراضي العمرانية فبلغت الأضرار بها 193.78 هكتار، أي ما يعادل 1.37% من المساحة الإجمالية المحترقة، بحسب الإحصائية. وتابعت أن الأضرار شملت 53 هكتارًا من المسطحات المائية ما يعادل 0.37%، و طال الضرر 67.94 هكتار من الأراضي ذات الاستخدامات المختلطة، بنسبة 0.48%. وبلغت نسبة الأراضي القاحلة والمهملة والمتحولة 1.93 هكتار بما يعادل 0.01% من المساحة المحترقة، وفق الإحصائية.