في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار في المحلات التجارية، تشهد الأسواق الشعبية في مدينة القامشلي إقبالاً متزايداً من الأهالي. هذه الأسواق، المنتشرة في عدة أحياء والتي تفتح أبوابها في أيام محددة من الأسبوع، أصبحت الخيار الأهم للكثير من العائلات لتأمين احتياجاتهم الأساسية بأسعار أقل بكثير من المحلات.
محمد أمين، من أهالي القامشلي، أوضح لمنصة "سوريا 24" أن الفارق في الأسعار بين الأسواق الشعبية ومحلات المدينة كبير، حيث يمكن الحصول على الخضروات والفواكه نفسها بنصف السعر أو أقل أحياناً. إضافة إلى ذلك، تتوفر خيارات أخرى مثل الملابس المستعملة (البالة) بأسعار مقبولة جداً مقارنة بالملابس الجديدة. وأكد أن العائلات الفقيرة وحتى متوسطة الدخل أصبحت تعتمد على هذه الأسواق لتخفيف العبء عن ميزانياتها، مضيفاً أن أجواء السوق الشعبي تضفي حيوية وحركة، مع إمكانية المساومة والاختيار بحرية. وأشار إلى أنه لولا هذه الأسواق لوجدت الكثير من العائلات صعوبة بالغة في تأمين متطلباتها في ظل الأسعار المرتفعة.
من جانبه، قال خالد لـ"سوريا 24" إن الأسواق الشعبية تمنحه شعوراً بأن ما يحمله من نقود يكفي لشراء الكثير، مشيراً إلى أن من أهم مزايا هذه الأسواق هو التعامل الكامل بالليرة السورية بعيداً عن تسعير الدولار، الذي بات شائعاً لدى بعض المحلات التجارية. وأوضح أنه يجد في هذه الأسواق كل ما يحتاجه من خضروات وفواكه وملابس وحتى أدوات منزلية بأسعار مناسبة، مبيناً أنه يحرص على زيارة سوق الأربعاء في القامشلي بشكل أسبوعي لشراء احتياجاته من المواد التموينية والخضروات والفواكه، ويوفر بذلك فرقاً ملحوظاً مقارنة بأسعار المحلات في المدينة.
أما أم عبد القادر فأكدت لـ"سوريا 24" أنها تحرص على زيارة السوق الشعبي في القامشلي بشكل دوري لشراء الملابس المستعملة والأدوات المنزلية والخضروات وحتى مستلزمات المطبخ، مشيرة إلى أن الأسعار هناك أقل بكثير من المحلات، وأن جودة الملابس المستعملة التي تشتريها لأبنائها جيدة وتوفر عليها مبالغ مهمة. واعتبرت أن السوق الشعبي يمثل بالنسبة لها فرصة حقيقية لتأمين كافة احتياجات أسرتها بأسعار تتناسب مع وضعها المعيشي.
لا تُعرف الأسواق الشعبية في القامشلي بانخفاض أسعارها فحسب، بل أيضاً بأجوائها النشطة وحركتها الدائمة، إذ تتيح للمتسوقين حرية الاختيار والمساومة، ما يجعلها بيئة مناسبة للتسوق للعائلات من مختلف المستويات المعيشية، خصوصاً في ظل الغلاء الذي يثقل كاهل سكان المدينة.