الجمعة, 15 أغسطس 2025 02:07 PM

مخيم يعرب العشوائي: معاناة مستمرة لنازحي الرقة في ظل نقص المساعدات وتدهور الأوضاع المعيشية

مخيم يعرب العشوائي: معاناة مستمرة لنازحي الرقة في ظل نقص المساعدات وتدهور الأوضاع المعيشية

على مشارف مدينة الرقة، يتربع مخيم يعرب العشوائي كرمز للمعاناة المستمرة التي يعيشها النازحون السوريون. يأوي المخيم مئات العائلات التي اضطرت للفرار من مناطق ريف دير الزور خلال السنوات الماضية، وذلك بعد سيطرة الميليشيات الإيرانية والقوات الموالية للنظام على مناطقهم، وما تبع ذلك من عمليات نهب للمنازل والممتلكات.

اليوم، يواجه هؤلاء النازحون ظروفًا إنسانية قاسية للغاية، تتفاقم مع استمرار انقطاع المساعدات الأساسية وشح فرص العمل، بالإضافة إلى البنية التحتية شبه المعدومة.

نقص حاد في الخدمات الأساسية

يعاني سكان المخيم من نقص حاد في الخدمات الضرورية، وعلى رأسها السلل الغذائية، والرعاية الصحية، والمياه الصالحة للشرب. يضاف إلى ذلك غياب المدارس والمراكز التعليمية، مما يحرم أطفال النازحين من حقهم الأساسي في التعليم. ولتأمين قوت يومهم، تضطر العائلات إلى الاعتماد على فرص العمل الموسمية في الأراضي الزراعية المجاورة، إلا أن هذه الفرص تبقى محدودة وغير منتظمة.

شهادات من داخل المخيم

يقول محمد الحمود (32 عامًا)، وهو أحد سكان المخيم، في حديث لـ”سوريا 24″: “نزحنا من دير الزور بعد أن قامت الميليشيات بنهب منازلنا وممتلكاتنا، ولم نتمكن من العودة حتى الآن بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة وغياب الخدمات. عندما عدت إلى منزلي في بلدة العشارة، لم أجد سوى الجدران بعد أن سرقوا كل شيء. إعادة البناء تتجاوز قدرتي المادية”.

من جهتها، عبرت ميساء العلو، وهي نازحة أخرى من دير الزور، عن استيائها الشديد من تدهور الأوضاع في المخيم، قائلة: “لم نتلق أي مساعدات منذ بداية العام الحالي، والوضع أصبح لا يطاق. سنعود إلى قريتنا بعد انتهاء موسم قطاف القطن الذي نعمل فيه هنا، على الرغم من أن الظروف هناك ليست مثالية، لكننا سئمنا حياة النزوح”.

توقف الدعم الدولي وانعكاساته

أفاد مصدر مسؤول في مكتب الإغاثة التابع لمجلس الرقة المدني بأن توقف برامج الدعم الأمريكية أدى إلى تقليص حجم المساعدات الموجهة إلى معظم المخيمات في المنطقة، وخاصة المخيمات العشوائية. وأوضح المصدر أن المكتب يركز جهوده حاليًا على دعم المخيمات المنظمة مثل تل السمن وطويحنة، في حين يتجاوز عدد المخيمات العشوائية غير المدعومة سبعين مخيمًا منتشرة في ريف الرقة، مشيرًا إلى أن التحديات التنظيمية واللوجستية تعيق وصول المساعدات إليها.

معاناة ممتدة وحلم بالعودة

يعتمد سكان المخيم على المبادرات الفردية والمساعدات المتقطعة من المتطوعين، إلا أنها لا تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وتزداد المعاناة مع الظروف الجوية القاسية في الصيف والشتاء، وافتقار الخيام إلى العزل المناسب. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، فإن معظم النازحين ما زالوا متمسكين بأمل العودة إلى قراهم في دير الزور، لكنهم يدركون أن تحقيق ذلك يتوقف على إعادة إعمار البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية وفرص العمل. وإلى أن يتحقق ذلك، يبقى مخيم يعرب وغيره من المخيمات العشوائية شاهدًا على جانب من جوانب الأزمة الإنسانية في سوريا.

مشاركة المقال: