كشف تقرير نشر في دورية "لانسيت بلانيتري هيلث" العلمية أن الدراسات السابقة قد تكون قللت من تقدير عدد الوفيات المرتبطة بدخان حرائق الغابات في أوروبا بنسبة تصل إلى 93%. ووجد الباحثون، باستخدام سجلات الوفيات اليومية من 654 منطقة متجاورة في 32 دولة أوروبية، أنه مقابل كل زيادة بمقدار واحد ميكروغرام لكل متر مكعب في جزيئات دخان حرائق الغابات، ارتفعت الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بنسبة 0.7 بالمئة، وعن مشكلات الجهاز التنفسي بنسبة 1 بالمئة، وعن مشكلات القلب والأوعية الدموية بنسبة 0.9 بالمئة.
أشار الباحثون إلى أن التعرض قصير الأجل للتلوث الناجم عن حرائق الغابات كان مسؤولاً عن 535 حالة وفاة في المتوسط سنوياً منذ عام 2004، بينما كانت تقديرات الدراسات السابقة تشير إلى حوالي 38 حالة وفاة سنوياً. وقالت آنا آلاري، قائدة الدراسة من معهد برشلونة للصحة العالمية في بيان: "يعد التغير المناخي الذي يتسبب فيه الإنسان أحد الأسباب الرئيسية لتزايد وتيرة حرائق الغابات وشدتها، إذ يخلق ظروفاً مواتية لانتشارها ويزيد عدد الأيام التي ترتفع فيها مخاطر الحرائق بشكل كبير أو بشدة". وأضافت أن "تحسين تقديرات الوفيات (المرتبطة بدخان حرائق الغابات) سيساعد على تتبع عبء هذا التهديد المرتبط بتغير المناخ على الصحة العامة بشكل أفضل".
وفي دراسة منفصلة نشرت في دورية (عدم انتظام ضربات القلب والفيزيولوجيا الكهربية)، وجد باحثون أن ارتفاع مستويات التلوث الناجم عن حرائق الغابات يزيد من إجهاد قلوب رجال الإطفاء. فبعد مكافحة حريق بارك فاير في كاليفورنيا، تسارعت ضربات قلوب رجال الإطفاء أثناء الراحة بمعدل 1.4 نبضة في الدقيقة لكل زيادة تبلغ 10 ميكروجرامات في المتر المكعب في الجسيمات المتطايرة. وعلى الرغم من أن الزيادة في معدل ضربات القلب أثناء الراحة كانت طفيفة وظل المعدل ضمن المستويات الطبيعية، إلا أن الارتفاعات الطفيفة ارتبطت بزيادة معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات بمرور الوقت في الدراسات السكانية الكبيرة.