الجمعة, 15 أغسطس 2025 05:06 PM

إيران تدرس تطبيع العلاقات مع دمشق مستقبلًا بشروط محددة

إيران تدرس تطبيع العلاقات مع دمشق مستقبلًا بشروط محددة

أفاد علي لاريجاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، يوم الخميس الموافق 14 آب، بأن بلاده لا ترتبط حاليًا بعلاقات مع سوريا. وأشار إلى أن زيارته الأخيرة شملت العراق ولبنان نظرًا للعلاقات التاريخية والوثيقة التي تربطهما بإيران، في حين لم تكن دمشق جزءًا من جدول أعمال جولته العربية.

وفيما يتعلق بإمكانية تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الحالية، أوضح لاريجاني في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الميادين" أن ذلك "احتمال منطقي" ولكنه مشروط بما ستقوم به دمشق على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن الوضع في سوريا "مشوش وغير واضح وهو ليس الوضع الذي نرغب به".

انتقد لاريجاني التدخل الإسرائيلي المتزايد، معتبرًا أن إسرائيل باتت "تتدخل كثيرًا" في الساحة السورية، وهو أمر لا تفضّله إيران. وأضاف أن إيران تفضل رؤية ترتيبات واضحة قبل اتخاذ أي خطوة نحو إعادة العلاقات.

وحول زيارته الأخيرة إلى دمشق، في 6 كانون الأول 2024، قبل سقوط النظام السوري بيومين، قال لاريجاني إنها جاءت بطلب من الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، لبحث قضية محددة، مؤكدًا أن التطورات في سوريا خلال العامين الأخيرين كانت أسرع من توقعات معظم القوى الإقليمية والدولية، بما فيها روسيا والدول الداعمة للنظام السوري.

وقال لاريجاني إنه "لم يكن يتصور أحد، حتى في ذلك الوقت، أن تكون تلك اللحظات الأخيرة لحكم الأسد أو حزب البعث"، مضيفًا أنه "لا أعتقد أن حتى من هاجموا سوريا ودخلوا إليها كانوا يظنون أنهم قادرون على إسقاط النظام، ما حدث كان مختلفًا تمامًا".

وانتقد لاريجاني السياسات الأمريكية في المنطقة، معتبرًا أنها تقوم على مبدأ "السلام بالقوة" الذي يفرض على الدول خيارين: الاستسلام أو الحرب، وهو لا يجدي نفعًا، وضرب مثالًا استسلام سوريا والنتائج التي أدى لها هذا الاستسلام، في إشارة للضربات الإسرائيلية وتوغل قوات الجيش الإسرائيلي جنوب سوريا.

تخبّط الموقف الإيراني تجاه سوريا

بعد مضي حوالي شهرين على سقوط النظام السوري، علّق "الحرس الثوري الإيراني" على الوضع الجديد في سوريا قائلًا، إن "الوضع لن يبقى على حاله". جاء ذلك على لسان قائد "الحرس الثوري الإيراني"، حسين سلامي، في 3 شباط الماضي، حيث قال، إن "العوامل التي لا مجال لذكرها الآن جعلت الأعداء يحققون بعض النتائج في سوريا، لكن الوضع لن يبقى على حاله هناك"، وفق ما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية.

تزامنت تعليقات "الحرس الثوري" مع تصريحات مغايرة للخارجية الإيرانية، إذ قال المتحدث باسمها، إسماعيل بقائي، إن طهران تدعم أي حكومة تحظى بتأييد الشعب السوري، وذلك في معرض رده حول تعيين أحمد الشرع رئيسًا لسوريا في المرحلة الانتقالية. وأضاف بقائي أن إيران تراقب التطورات عن كثب، آملًا أن تؤدي المرحلة الانتقالية إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف الشعب السوري، وفق تعبيره.

وعقب سقوط الأسد، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إنه لا يمكن الحكم على التطورات في سوريا، إذ هناك العديد من العوامل التي تؤثر في مستقبل البلاد، بحسب وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية.

وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، عدم وجود خلاف داخلي في إيران بشأن القضية السورية، مشددًا على ضرورة احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وقال في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا" الإيرانية في 20 شباط الماضي، إنه "عندما يتم تشكيل حكومة سورية جديدة، فإننا سنحترم قرار الشعب السوري ونتواصل معه بناء على ذلك". وأضاف، "إننا نتابع عن كثب التطورات في سوريا ونأمل أن يسود الأمن في هذا البلد وألا تتدخل الدول في شؤونه الداخلية".

يأتي ذلك بعد تصريحات للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في 19 شباط الماضي، تحدث فيها عن المحادثات مع الجانب القطري بشأن أهمية حماية وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وضمان مشاركة جميع السوريين في تقرير مصيرهم.

مشاركة المقال: