الأحد, 17 أغسطس 2025 11:14 PM

شرق الفرات: صراع النفوذ الدولي وتنافس القوى على مستقبل المنطقة

شرق الفرات: صراع النفوذ الدولي وتنافس القوى على مستقبل المنطقة

تشهد منطقة شرق الفرات وضعاً معقداً للغاية، حيث تتداخل مصالح قوى إقليمية ودولية متعددة. تتمركز قوات أميركية وفرنسية وروسية في المنطقة، بالإضافة إلى وجود عسكري تركي. تسيطر "قسد" على مساحات واسعة، بينما تتحرك فصائل عشائرية في مشهد دائم التغير، وتسعى إسرائيل إلى التغلغل عبر قنوات استخباراتية.

تعتبر المنطقة الأكثر حساسية في سوريا نظراً لاحتوائها على حقول النفط والغاز، بالإضافة إلى المعابر الحدودية مع العراق وتركيا، مما جعلها ساحة مفتوحة للتنافس بين موسكو وواشنطن، مع مراقبة تركية دقيقة وهواجس أمنية تتعلق بوجود حزب العمال الكردستاني.

المعادلة الداخلية أكثر تعقيداً، حيث يواجه سكان المنطقة واقعاً مزدوجاً بين إدارة "قسد" القائمة على بنية أمنية وعسكرية محلية، وبين نفوذ العشائر التي تطالب بتسليم المناطق للدولة السورية.

تبدو دير الزور الأكثر عرضة للاشتعال بسبب كثافة الحقول النفطية، بينما تواجه الرقة تحديات خدمية وأمنية متزايدة. أما الحسكة، فقد تحولت إلى مركز ثقل للصراع، مع وجود قواعد عسكرية أميركية وروسية، واعتبارها عقدة وصل نحو العراق وتركيا.

مع تزايد الضغوط الدولية للبحث عن تسوية، تُطرح سيناريوهات مختلفة، أبرزها التدرج في إعادة دمج المناطق ضمن الإدارة المركزية، أو الإبقاء على شكل من اللامركزية الإدارية، مقابل ضمانات للحقوق الثقافية والسياسية للأكراد. في المقابل، ترى أنقرة أن أي صيغة لا تراعي أمن حدودها ستظل مرفوضة، بينما تتمسك واشنطن وحلفاؤها بوجود عسكري مشروط بمتابعة الحرب على "داعش".

حتى الآن، لا توجد مؤشرات على اتفاق نهائي يحدد مصير المنطقة، لكن المؤكد أن أي انهيار أمني واسع سيؤدي إلى حرب استنزاف جديدة، قد تجر المنطقة إلى دوامة عنف طويلة وتخلف عشرات الآلاف من الضحايا.

زمان الوصل

مشاركة المقال: