أكد المغيرة حاج قدور، مدير مديرية المنشآت والاستثمار المركزية في وزارة الرياضة والشباب، في تصريح لمنصة إعلامية، عن إطلاق خطط شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية في سوريا، واصفًا إياها بالخطوة الأضخم منذ سنوات. وأوضح أن هذه الخطط تمثل نقطة تحول حاسمة في إحياء النشاط الرياضي، وتمكين الشباب من استعادة أماكن آمنة للعب والمنافسة والانتماء.
خطة وطنية شاملة للنهوض بالرياضة
أشار حاج قدور إلى أن المرحلة الثانية من الخطة بدأت بالفعل، بالتعاون مع شركات محلية وطنية متخصصة. وشملت أعمال الترميم مشاريع حيوية في عدة محافظات، منها:
- إدلب: توقيع عقد مع شركة "الراقي" لترميم ملعب وصالة الشيخ تلت.
- حلب: اتفاق مع شركة "البناء والتعمير" لإعادة تأهيل صالة الاتحاد الرياضية، ومواصلة العمل في صالة الحمدانية.
- حريتان: إطلاق مشروع ترميم شامل لنادي الفروسية.
وأوضح حاج قدور أن هذه المشاريع تهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية والهندسية للمنشآت، لتصبح قادرة على استضافة بطولات وطنية ودولية، وخدمة آلاف الرياضيين والشباب.
المرحلة الثانية: من الطوارئ إلى التخطيط الاستراتيجي
أكد حاج قدور أن المرحلة الثانية تختلف عن المرحلة الأولى، حيث ركزت المرحلة الأولى على التدخل العاجل لصيانة المنشآت الحيوية، بينما تهدف المرحلة الثانية إلى تأهيل مستدام للبنية التحتية وفق معايير حديثة، مع إعطاء الأولوية للمشاريع الكبرى.
وأضاف: "في المرحلة الأولى، اضطررنا أحياناً إلى اللجوء إلى العقود بالتراضي بسبب الظروف الطارئة، أما الآن، فإننا نلتزم بآليات المناقصات العامة والعلنية، وفق المرسوم 450 لعام 2004 والقانون 51، لضمان الشفافية والمنافسة العادلة".
مناقصات جديدة في 4 محافظات
أشار حاج قدور إلى أن الوزارة تعمل على طرح دفعة جديدة من المناقصات، تستهدف محافظات الرقة وإدلب ودرعا والسويداء، بهدف تحقيق التوازن التنموي.
وأكد أن الإعلان الرسمي سيتم خلال الربع الأخير من عام 2025، عبر الجريدة الرسمية ووسائل الإعلام الرسمية.
حجم الإنجاز: عشرات المنشآت في طور التأهيل
أوضح حاج قدور أن المرحلة الأولى نجحت في إعادة تأهيل عشرات المنشآت الرياضية، بينما تشمل المرحلة الثانية مشاريع كبرى مثل إعادة بناء المدينة الرياضية في دير الزور وتأهيل صالة الحمدانية في حلب.
حلب ودير الزور: أولوية قصوى لإعادة البناء من الصفر
أكد حاج قدور أن حلب ودير الزور تحظيان بالأولوية، وأن الخطة تشمل الترميم الشامل للمنشآت المتضررة وإعادة البناء من الصفر للمنشآت المدمرة كلياً.
وأضاف: "هدفنا ليس فقط استعادة ما فقدناه، بل البناء بشكل أفضل وأكثر استدامة".
معايير اختيار المنشآت: دقة فنية وشفافية مجتمعية
أوضح حاج قدور أن اختيار المنشآت يخضع لتقييم دقيق يعتمد على حجم الضرر، والأهمية الاستراتيجية، والكثافة السكانية والشبابية، والتوزيع الجغرافي العادل، والجدوى الفنية والاقتصادية.
الرياضة: منارة للفرح ورافعة للوحدة الوطنية
وجه حاج قدور رسالة إلى الشباب السوريين، مؤكداً أن الملاعب والصالات ليست مجرد أماكن للعب، بل مجالس للهوية ومساحات للانتماء.
مشروع وطني يتجاوز الرياضة
إن خطة ترميم المنشآت الرياضية في سوريا هي مشروع وطني لإعادة إحياء الروح الجماعية وتمكين الشباب من المساهمة في بناء مستقبلهم.