الإثنين, 18 أغسطس 2025 05:58 PM

تحليل: دعوات تقرير المصير في السويداء تفتقر إلى الواقعية وتستدعي الحوار الوطني

تحليل: دعوات تقرير المصير في السويداء تفتقر إلى الواقعية وتستدعي الحوار الوطني

في نقاش ضمن برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة، رأى محللون أن المطالبات بـ "حق تقرير المصير" ورفع علم إسرائيل خلال مظاهرة في السويداء، لا تستند إلى أسس واقعية، مؤكدين أن الحل الأمثل يكمن في الحوار الوطني وتبني صيغة إدارة لامركزية بدلاً من التوجه نحو التقسيم.

أوضح الباحث لقاء مكي من مركز الجزيرة للدراسات أن فكرة الانفصال غير قابلة للتطبيق، سواء بالنسبة لدروز السويداء أو الأكراد في شمال شرق سوريا، مرجعاً ذلك إلى غياب المقومات السياسية والجغرافية والديموغرافية اللازمة.

أكد مكي أن الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع لا تزال قوية، باستثناء محاولات إسرائيل للتدخل والتأثير، مشيراً إلى أن أي خطوة نحو الانفصال تتطلب توافقات إقليمية ودولية غير متوفرة حالياً.

كما أشار إلى أن تل أبيب خفضت سقف مطالبها من إنشاء كيان درزي منفصل إلى الاكتفاء بالحكم الذاتي المحدود، بعد استخدام ملف دروز سوريا كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية مرتبطة بمسار التطبيع.

من جانبه، اعتبر محمد العبد الله، مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة في واشنطن، أن استمرار أزمة السويداء يعود إلى غياب حل سياسي شامل، محذراً من خطر توسعها مع ترقب قوى أخرى مثل "قسد".

وأوضح أن الخلافات الداخلية حول "حق تقرير المصير"، بالإضافة إلى الحصار المفروض على المحافظة، يفتح الباب أمام التدخل الخارجي، داعياً السلطات في دمشق إلى التحرك السريع من خلال عقد مؤتمر وطني يضم مختلف الأطراف.

وشدد على أن تبني اللامركزية الإدارية وإعادة النظر في الصيغة الدستورية التي تركز السلطات في يد الرئيس يمثلان حلاً عملياً للأزمة ويمنعان التدخلات الأوسع.

بدوره، حذر الباحث السياسي أحمد قاسم من الأجندات التي تسعى إسرائيل إلى فرضها عبر دعم الشيخ حكمت الهجري، الذي طالب علناً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدخل، معتبراً أن تحركات قوات الهجري تهدف إلى "اختطاف" قرار السويداء وتوجيهه نحو مشاريع انفصالية، ووصف الاعتداءات على مشايخ عقل آخرين في المحافظة بأنها "خيانة عظمى".

ويشير مراقبون إلى أن ما يحدث في السويداء هو جزء من صراع جيوسياسي أوسع لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي، ويهدف إلى استفزاز دمشق ودفعها للتدخل عسكرياً، مما يزيد من مطالب جماعة الهجري.

ويرون أن الحل الوحيد يكمن في إطلاق حوار وطني يضم الحكومة السورية مع القوى والشخصيات الوطنية في المحافظة، لتعزيز وحدة البلاد وإغلاق الباب أمام أي محاولات للتقسيم أو التدخل الخارجي.

مشاركة المقال: