في خطوة هامة نحو صون التراث الفكري السوري وتعزيز الوصول إليه، افتُتح مساء أمس في المكتبة الوطنية بدمشق "البرنامج التخصصي الأول لتأهيل مفهرسي المخطوطات". يهدف البرنامج إلى إعداد جيل جديد من المختصين في فهرسة المخطوطات، وتسهيل مهمة الباحثين والأجيال القادمة في الوصول إلى الكنوز المعرفية السورية.
شهد اليوم الأول من البرنامج تقديم ثلاث محاضرات قيمة، حيث استعرض الدكتور محمود السيد الدغيم وسعيد حجازي تاريخ فهرسة المخطوطات وكيفية العثور على النسخ الخطية. وتناول الدغيم في مداخلته تاريخ الفهرسة، مؤكداً أهمية الفهارس والكشافات في ربط الباحث بمحتويات الكتب والنصوص الموجودة في المكتبات.
وأشار الدغيم إلى أن السوريين هم رواد علم الفهرسة، مستشهداً بفهارس رفوف الفخارية في مكتبة "إيبلا" التي تعود إلى ما بين عامي ٢٤٠٠ و٢٢٥٠ قبل الميلاد، والتي دمرها جيش نارام سن الأكادي ثم جيوش الفراعنة عام ١٥٠٠ قبل الميلاد. كما تحدث عن تجربته الشخصية مع المخطوطات، مشيراً إلى أنه ورث من جده بعض الكتب العربية والعثمانية المطبوعة، بالإضافة إلى مخطوطة الشعر الشعبي النبطي التي ينوي نشرها قريباً، معبراً عن إعجابه بتراث مدينة "إيبلا" السورية الإدلبية.
وكشف الدغيم عن عدد من الفهارس التي أنجزها، مثل فهرس مكتبة السليمانية، وفهرس الصدر الأعظم راغب باشا، وفهرس مكتبة دار المثنوي، وفهرس مكتبة اسميخان سلطان، وفهرس مكتبة مراد ملا.
يستمر البرنامج حتى يوم الأربعاء المقبل، ويتضمن محاضرات وجلسات متخصصة يومية من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى السادسة مساءً، تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي لتزويد المشاركين بالمعارف الأساسية في فهرسة المخطوطات والتعامل مع النسخ الخطية.
مصعب أيوب- تصوير: طارق السعدوني