الإثنين, 18 أغسطس 2025 07:39 PM

باراك يؤكد: لا تهديدات لنزع سلاح حزب الله وتعاون من الجميع وإسرائيل مطالبة بخطوة مماثلة

باراك يؤكد: لا تهديدات لنزع سلاح حزب الله وتعاون من الجميع وإسرائيل مطالبة بخطوة مماثلة

أكد الموفد الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، يوم الاثنين، أن بلاده "لا تحمل أي تهديدات" فيما يتعلق بنزع سلاح "حزب الله" في لبنان، مشيراً إلى وجود "تعاون" من جميع الأطراف في هذا الشأن.

جاءت تصريحات باراك خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه بالرئيس اللبناني جوزاف عون على رأس وفد في قصر الرئاسة شرق العاصمة بيروت.

وقال باراك إن نزع سلاح حزب الله "هو لمصلحة الشيعة وليس ضدهم، وفي الأسابيع المقبلة سنرى تقدماً من حيث الحياة الأفضل للشعب اللبناني".

وفي رده على سؤال صحفي حول الإجراءات التي قد تتخذها بلاده في حال عدم سحب السلاح وفقاً للقرار الحكومي اللبناني الأخير، أضاف: "لا نحمل أي تهديدات بخصوص نزع سلاح حزب الله وهناك تعاون من الجميع".

وأضاف: "الحكومة اللبنانية قامت بالخطوة الأولى، والآن على إسرائيل أن تقوم بخطوة في المقابل".

وأكد أن "إيران شريكة في قضية نزع سلاح حزب الله".

كما شدد على مساعي واشنطن لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، قائلاً: "ليس لدينا اتفاقية جديدة وليس هدفنا خلق اتفاقية جديدة".

وأوضح الموفد الأمريكي أن "نزع سلاح حزب الله لمصلحة الشيعة وليس ضدهم، والحزب جزء من الطائفة وعليه أن يعلم ما هو الخيار الأفضل".

ولفت باراك إلى أنه "في الأسابيع المقبلة سنرى تقدماً هو حياة أفضل للجميع وعلى الأقل بداية خارطة طريق لنوع مختلف من الحوار مع جميع جيراننا".

وأوضح أن "الخطوة المقبلة ستحتاج إلى مشاركة إسرائيلية وإلى خطة لإعادة ترميم كل المناطق وليس فقط الجنوب".

وقال باراك: "برفض حزب الله هذا القرار يكون قد فقد الفرصة ويجب أن يدرك ما هو الخيار الأفضل وهذا يأتي ضمن أسس بناء الازدهار".

واعتبر باراك من بيروت أن الحكومة اللبنانية قامت بـ"الخطوة الأولى" عبر إقرارها نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، ويتعين على إسرائيل حالياً القيام بخطوة موازية في إطار تطبيق وقف إطلاق النار.

وأنهى الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية في تشرين الثاني/نوفمبر، حربا مدمرة بين الدولة العبرية والحزب استمرت لأكثر من عام. ومما نصّ عليه، حصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية وانسحاب إسرائيل من نقاط توغلت إليها خلال النزاع. الا ان الدولة العبرية أبقت قواتها في خمس مرتفعات استراتيجية، وتواصل شنّ ضربات بشكل شبه يومي.

وزيارة باراك هي الأولى بعد التزام السلطات تجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية العام، على وقع ضغوط أميركية، وتخوّف من أن تنفّذ إسرائيل تهديدات بحملة عسكرية جديدة ما لم يتم نزع سلاح الحزب المدعوم من إيران.

وعقب لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون برفقة نائبة المبعوث الاميركي للشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، قال باراك "هناك دوما نهج خطوة بخطوة، لكنني أعتقد أن الحكومة اللبنانية قامت بدورها. لقد خطت الخطوة الأولى".

أضاف "ما نحتاجه الآن هو أن تلتزم اسرائيل بخطوة موازية".

وردا على سؤال حول إمكانية انسحاب اسرائيل ووقفها خرق وقف إطلاق النار في المرحلة المقبلة، أجاب باراك "هذه هي الخطوة التالية بالضبط".

وأوضح "ما كنا نفعله، قبل كل شيء، هو البحث مع الحكومة اللبنانية أولا في موقفها، ونحن حاليا في طور البحث مع إسرائيل في ما سيكون موقفها".

وكلفت الحكومة اللبنانية قبل أسبوعين الجيش وضع خطة لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية الشهر الحالي، على أن يتم تطبيقها قبل نهاية العام، في خطوة أكد حزب الله رفضها بالمطلق.

ووافقت الحكومة كذلك على أهداف وردت في ورقة أميركية، كان باراك حملها الى المسؤولين في وقت سابق.

وتشمل الورقة تفاصيل حول جدول وآلية نزع الترسانة العسكرية، بدءا بوقف تحركات الحزب ونقل سلاحه على الأرض، وصولا إلى انتشار القوات المسلحة اللبنانية على مراحل في كل مناطق سيطرته، وتعزيز مراقبة الحدود.

وتنصّ كذلك على انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس. وتلحظ مرحلة لاحقة لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل وبين لبنان وسوريا، ثم مرحلة تثبيت كل ذلك بمسار دبلوماسي لإعادة إعمار لبنان.

وتشير الورقة كذلك إلى ضمانات أميركية وفرنسية في حال تمّ تنفيذ المطلوب من لبنان.

وقالت الرئاسة اللبنانية إن عون أبلغ باراك إن "المطلوب الان من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة.. والمزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لإطلاق ورشة إعادة الاعمار".

وقال الموفد الأميركي للصحافيين "سترون خلال الأسابيع المقبلة تقدما على جميع الجهات (…)، وهذا يعني حياة أفضل للشعوب، حياة أفضل لجيراننا، وعلى الأقل بداية الطريق الى نمط مختلف من الحوار مع كافة جيراننا".

وعن رفض حزب الله نزع سلاحه، جدد باراك الإشارة الى أن التعامل مع الحزب هو "عملية لبنانية".

وأكد الحزب مرارا رفضه تسليم السلاح بعد قرار الحكومة.

واتهمها أمينه العام نعيم قاسم الأسبوع الماضي بـ"تنفيذ الأمر الأميركي الإسرائيلي" بشأن سلاحه، ولو أدى ذلك "إلى حرب أهلية وفتنة داخلية".

إلا أن عون أكد الأحد في مقابلة مع قناة العربية السعودية أن السلطات ستعمل "قدر المستطاع وأكثر لتجنيب لبنان أي خضات داخلية أو خارجية".

وأوضح أن بيروت كانت "أمام خيارين"، إما قبول الورقة (الأميركية) والدفع نحو "موافقة إسرائيل عليها"، وإما رفضها "وعندها سترفع إسرائيل وتيرة اعتداءاتها، وسيصبح لبنان معزولا اقتصاديا، ولا احد منا بامكانه الرد على الاعتداءات".

وتأتي زيارة باراك عقب أكثر من 10 أيام من إقرار مجلس الوزراء اللبناني أهداف الورقة التي قدمها باراك، ما فجّر خلافا بين الحكومة اللبنانية و"حزب الله" الذي رفض تسليم السلاح وأعلن استعداده لما سماه "خوض معركة كربلائية إذا لزم الأمر".

وزيارة باراك إلى بيروت هي الرابعة منذ طرحه مقترح واشنطن لتثبيت وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، حيث كانت الأولى في يونيو/ حزيران الماضي، والتي قدم خلالها المقترح، والثانية في 7 و8 يوليو/ تموز الجاري.

وتتضمن الورقة 11 هدفاً من بينها "تنفيذ اتفاق الطائف (الذي تعرف به وثيقة الوفاق الوطني اللبناني 1989) والدستور اللبناني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمها القرار 1701".

كما تتضمن "اتخاذ الخطوات الضرورية لبسط سيادة الدولة بالكامل على جميع أراضيها، بهدف تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وتكريس السلطة الحصرية للدولة في اتخاذ قرارات الحرب والسلم، وضمان حصر حيازة السلاح بيد الدولة وحدها في جميع أنحاء لبنان".

من جانبه، أكد الرئيس عون لباراك بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، على ضرورة المزيد من دعم الجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة لإطلاق ورشة إعادة الإعمار في المناطق التي استهدفتها إسرائيل.

وقال عون أمام باراك ونائب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إن "المطلوب الآن هو التزام الأطراف الأخرى (في إشارة لإسرائيل)"، دون مزيد من التفاصيل، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.

وأوضح أن "موقف الحكومة اللبنانية تعبير عن إيمان المسؤولين اللبنانيين بما يخدم مصلحة بلدهم وجميع مواطنيه والهدف هو حماية لبنان".

لاحقا التقى باراك رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في منزله غرب بيروت حيث قال باراك للصحفيين: "بحثنا وناقشنا ما يهم الجميع كيف نصل للازدهار في لبنان في الجنوب والشمال وكافة أنحاء البلاد".

وزاد: "لقائي اليوم مع الرئيس بري كان مع شخصية حاذقة لديها تاريخ مذهل ونحن نتحرك بالاتجاه الصحيح"، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.

وتحدث بري مع باراك عن ضرورة الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار وانسحابها من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المعترف بها دوليا.

بري أكد "أن ذلك هو مدخل الاستقرار في لبنان وفرصة للبدء في ورشة إعادة الإعمار تمهيدا لعودة الأهالي الى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني"، وفق وكالة الأنباء.

كما التقى المبعوث الأمريكي والوفد المرافق رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في مقر الحكومة وسط بيروت وبحث معه آخر المستجدات وخاصة القرار الذي اتخذته الحكومة بحصرية السلاح بيد الدولة، وفق مراسل الأناضول.

والأحد، بدأ المبعوثان الأمريكيان توماس باراك ومورغان أورتاغوس، زيارة غير محددة المدة لبيروت تتضمن لقاء باراك بعون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام لبحث ملف حصر السلاح بيد الدولة.

وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 281 شهيدا و593 جريحا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

مشاركة المقال: