أعلنت الجهات المختصة في مدينة منبج، تحت إشراف مديرية المتاحف والآثار، عن اكتشاف حجر أثري منحوت على شكل نسر في المنطقة الخلفية لسوق الهال. وقد تم استخراج القطعة الأثرية ونقلها إلى "الحمام العثماني" بعد التأكد من صحة المعلومات، وذلك بهدف الحفاظ عليها وإجراء الدراسات اللازمة في بيئة آمنة.
تشير التقديرات إلى أن هذه المنحوتة تعود إلى فترة تاريخية قديمة، مما يعكس الثراء الحضاري لمدينة منبج عبر آلاف السنين، حيث سبق وأن تم العثور على اكتشافات مماثلة في المدينة وريفها. ويعتبر النسر رمزًا للقوة والسيادة في التاريخ السوري، ويرجح أن يكون هذا التمثال تحديدًا من الفترة الرومانية.
أكد مدير مديرية الآثار في منبج، موسى علي الشبلي، لمنصة سوريا 24 أن المواطن إبراهيم الحسين العثمان أبلغهم عن وجود منحوتة أثرية مدفونة في منطقة سوق الهال، معربًا عن تخوفه من تعرضها للسرقة أو التخريب. وعلى الفور، تم التنسيق مع مدير آثار ومتاحف حلب، الأستاذ منير القصقاص، لتأمين الموقع بالتعاون مع مدير منطقة منبج وعناصر الأمن المختصين.
وأضاف الشبلي أنه تم تشكيل فريق مشترك من متخصصي حلب ومنبج، ضم الأستاذ إبراهيم سليمان، رئيس شعبة التنقيب، والآنسة زكية عبد الحي، رئيسة شعبة الريف، لاستخراج المنحوتة من التل الصخري الواقع في الجهة الشمالية الشرقية للسوق، ونقلها إلى الحمام العثماني لإجراء الدراسات والتنظيف والتحليل الأثري.
أكدت الجهات المعنية على أهمية تعاون الأهالي في الإبلاغ عن أي آثار يتم اكتشافها، معتبرة ذلك خط الدفاع الأول لحماية التراث من العبث أو الضياع، والمساهمة في توثيق التاريخ المحلي بطريقة علمية دقيقة.
إلا أن سوق منبج يشهد مؤخرًا تزايدًا في تجارة أجهزة الكشف عن الذهب والآثار، مما أثار مخاوف من عمليات تنقيب عشوائية قد تلحق الضرر بالمواقع الأثرية وتفقدها قيمتها العلمية. ودعا ناشطون محليون إلى تشديد الرقابة على بيع هذه الأجهزة وتنظيم حملات توعية تحذر من مخاطر التنقيب غير القانوني، مؤكدين أن حماية التراث مسؤولية جماعية تتطلب تعاون المجتمع مع الجهات الرسمية.
عبرت مديرية آثار منبج عن شكرها لكل من ساهم في هذا الإنجاز، لا سيما فرق العمل في حلب ومنبج والجهات الرسمية، مؤكدة أن حماية التراث مسؤولية مشتركة. كما أشادت بالجهود التي تبذلها منظمة "تراث من أجل السلام" في دعم حماية المواقع والقطع الأثرية، وجمع اللقى الأثرية المبعثرة، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التراث ودوره في بناء المستقبل.