الخميس, 21 أغسطس 2025 09:33 PM

عيد التجلي: كيف يفسر العلم المثل الشعبي القائل "للصيف ولّي"

عيد التجلي: كيف يفسر العلم المثل الشعبي القائل "للصيف ولّي"

باسمة إسماعيل: يظهر تقاطع واضح بين الموروث الشعبي والعلم الحديث. ففي التاسع عشر من أغسطس من كل عام، يحتفل المسيحيون بـ "عيد التجلي"، وهو عيد ديني يحيي ذكرى ظهور السيد المسيح. إلا أن هذا التاريخ يحمل في الذاكرة الشعبية دلالة مناخية عميقة، تتجسد في المثل القائل: "عيد التجلي بيقول للصيف ولّي".

لتوضيح الخلفية العلمية لهذا المثل، يشير الدكتور رياض قره فلاح، أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافية بجامعة اللاذقية، إلى أن هذه الفترة تمثل نقطة تحول حرارية هامة، تعرف بيوم "التعادل الإشعاعي". وهو اليوم الذي تتساوى فيه كمية الإشعاع الشمسي المكتسبة مع كمية الحرارة المفقودة من الأرض.

وفي تصريح لصحيفة "الحرية"، أوضح د. قره فلاح أن العام ينقسم حرارياً إلى نصفين: النصف الأول، من 20 شباط وحتى 19 آب، تكتسب فيه الأرض حرارة أكبر مما تفقد. أما النصف الثاني، من 20 آب وحتى 19 شباط، فتبدأ الأرض بخسارة حرارتها تدريجياً.

وأضاف أن يوم 19 آب تحديداً يشهد تعادل الميزان الحراري، ومن ثم تبدأ الأرض بفقدان الإشعاع الشمسي الذي اكتسبته خلال الأشهر الماضية. هذه العملية لا تحدث بشكل فوري، ولكن الليل يبدأ بالاعتدال تدريجياً، ليصبح أكثر لطفاً مع نهاية آب وبداية أيلول، خاصة بعد شهري تموز وآب اللاهبين.

ويرى د. رياض أن رصد الأقدمين لهذه الظاهرة بدقة، وتسجيلها في الأمثال الشعبية، يعكس وعياً مناخياً عميقاً، مبنياً على الملاحظة والخبرة الطويلة. وهذا ما يجسده المثل المأثور "عيد التجلي بيقول للصيف ولّي"، الذي لم يكن مجرد قول، بل خلاصة تجربة ومراقبة لتغيرات الطبيعة والفصول.

وهكذا، يجتمع العلم والفلكلور في لحظة واحدة، حيث يعلن عيد التجلي عن بداية نهاية الصيف، ليس تقويمياً فقط، بل حرارياً أيضاً، في تناغم بديع بين الأرض والشمس، والإنسان ومعرفته.

أخبار أخبار سوريا الوطن١-الحرية

مشاركة المقال: