طور علماء من جامعة بيلغورود التكنولوجية الروسية ابتكاراً فريداً لاستصلاح الأراضي المتضررة من الأنشطة البشرية. تتيح هذه الطريقة تكوين تربة خصبة في فترة تتراوح بين 10 و 15 عاماً فقط، مع تقليل التكاليف بشكل كبير.
أفاد المكتب الإعلامي للجامعة، نقلاً عن موقع "روسيا اليوم"، بأن هذا الابتكار لا يقتصر على تسريع عملية الاستصلاح فحسب، بل يساهم أيضاً في خفض التكاليف من خلال إعادة تدوير نفايات الإنتاج والاستفادة منها.
وأوضح المكتب أن التركيبة المميزة للخليط المستخدم تعزز خصوبة التربة وتطيل عمر النباتات، مما يعجل من تكوين نظام بيئي طبيعي متكامل. تتميز الطريقة الجديدة بقدرتها على تكوين طبقة تربة خصبة بسمك سنتيمترين خلال 10 إلى 15 عاماً فقط، مقارنةً بالطرق التقليدية التي تستغرق 100 عام. كما أنها طريقة نقية بيولوجياً وصديقة للبيئة، حيث تتجنب استخدام الأسمدة الكيميائية والمكونات الضارة.
تعتمد تقنية الاستصلاح على خلط الطين والطمي ومخلفات صخور خام الحديد مع السماد الحيوي ودبال يرقات "ذبابة الجندي الأسود"، بالإضافة إلى بذور الأعشاب والنباتات المتنوعة. يتم تنفيذ العملية بوضع شبكة أرضية (جيوجريد) على سطح المنطقة الملوثة، ثم رصفها بالخليط المحتوي على البذور، وريها وتغطيتها بغشاء بلاستيكي خاص لتهيئة الظروف المثالية لإنبات البذور وتقليل الغبار.
أشار الباحث في المشروع، فاديم زدوروفتسوف، إلى الإمكانات المستقبلية لهذا الابتكار، مؤكداً إمكانية توسيعه ليشمل التطبيقات الصناعية وإنشاء محميات بيئية، واستخدامه في إحياء "الصحارى الصناعية" وتحويلها إلى منصات للسياحة التعليمية والمعرفية.
يقدم الابتكار الروسي نموذجاً يجمع بين التكنولوجيا الحيوية والهندسة البيئية، مما يوفر حلاً يختصر الوقت بنسبة تصل إلى 90% ويقلل التكاليف بشكل كبير. هذا يفتح الباب أمام استعادة مساحات واسعة من الأراضي المهملة وإعادتها إلى الخدمة البيئية أو الاقتصادية خلال جيل واحد، وفقاً لموقع "روسيا اليوم".