السبت, 23 أغسطس 2025 02:38 PM

تقرير يكشف: كيف تسيطر "عصابة سموتريتش" على قرارات إسرائيل المصيرية؟

تقرير يكشف: كيف تسيطر "عصابة سموتريتش" على قرارات إسرائيل المصيرية؟

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها عن مجموعة مؤثرة تُعرف بـ "عصابة سموتريتش"، تتألف من شخصيات، من بينهم مستوطنون مغمورون، يلعبون دوراً محورياً في توجيه القرارات الحاسمة في إسرائيل. هؤلاء الأشخاص، الذين يوصفون بأنهم من صقور التيار الصهيوني الديني، تشكلوا في أعقاب "فك الارتباط" مع غزة عام 2005، وتمكنوا من بناء جهاز حكومي قوي يسيطر على وزارة المال ومراكز صنع القرار.

وبحسب التقرير، فإن هذه المجموعة تجتمع شهرياً وتلعب دوراً كبيراً في وصول رئيس "الصهيونية الدينية" إلى مكانة سياسية مؤثرة. يعود التقرير إلى قصة قديمة في عيد الحانوكا عام 1999، عندما توجهت سيارة بيجو 305 قديمة إلى منطقة بنيامين لإنشاء بؤرة "حارشا" الاستيطانية، وذلك نيابة عن حاخامات معهد "مركاز هراف" الديني.

يشير التقرير إلى أن بتساليئيل سموتريتش، الذي كان في سنته الأولى في المعهد الديني، انضم إلى المجموعة لأنه كان يملك سيارة. ومنذ ذلك الحين، نشأت شراكة بين شخصين تطورت لتصبح جماعة تؤثر بشكل كبير على حياة الإسرائيليين. هذه المجموعة، التي تتشارك الرؤية الأيديولوجية نفسها وتنتمي إلى اليمين المتشدد، تجتمع لمناقشة استراتيجيات قبل كل منعطف رئيسي خلال الحرب. وتُعقد هذه الاجتماعات، التي تُسمى "اجتماعات المجموعات"، بمشاركة تسعة أشخاص، بمن فيهم سموتريتش.

يناقش هؤلاء الإجراءات التي يتخذها رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، مثل صفقات الأسرى والبقاء في الحكومة، وأي مداولات مهمة أخرى. وقد شارك أعضاء هذه المجموعة في المشاورات عندما قرر سموتريتش تغيير رأيه ودعم صفقة تبادل الأسرى الأولى. كما اجتمعوا قبل الدخول إلى رفح، عندما هدد سموتريتش بإسقاط الحكومة إذا لم يدخل نتنياهو رفح.

ويوضح التقرير أن "عصابة" سموتريتش كانت على علم بقرار رئيس حزب "الصهيونية الدينية" معارضة الاتفاق في يناير/كانون الثاني الماضي، ولكن من دون الاستقالة من الحكومة، مدعياً أن الإتفاق قيد التنفيذ بالفعل، وأن نتنياهو لن يكون قادراً على معارضة ترامب.

ويؤكد التقرير أن "العصابة" المحيطة بسموتريتش ليست مجرد مجموعة، وإنما آلية وبنية تحتية أيديولوجية منظمة، نجحت في نشر أذرعها والسيطرة على مراكز قوة مهمة في مستوطنات الضفة الغربية، بهدف خلق تركيبة متكاملة لا تقتصر على تقديم المشورة فحسب، بل تشمل العمل الميداني أيضاً.

ويشير التقرير إلى أن سموتريتش يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيراً في إدارة الحرب، بينما يرى معارضو الحكومة أنه شخص يتلاعب بنتنياهو مراراً وتكراراً، ويُحبط صفقات تبادل الأسرى من خلال التهديد بحل الحكومة.

ويضيف التقرير أن الشخصية الأكثر تأثيراً على سموتريتش هو والده الحاخام يروحام سموتريتش. كما يذكر أن سموتريتش نفسه تحدث الشهر الماضي عن مشاورة أجراها مع والده بعد هجوم 7 أكتوبر، قرر بعدها عدم الاستقالة.

ويوضح التقرير أن هذه المجموعة تشكلت في إطار حركة "الكوميت"، التي ترفع راية النضال من أجل أرض إسرائيل كاملة، وعلى خلفية إنتقادات وجهت الى مجلس المستوطنات في الضفة الغربية "يشاع" لعدم تبنيه نهجاً أكثر حزماً في النضال من أجل منع إخلاء مستوطنة "غوش قطيف".

ويشير التقرير إلى أن وزيرة الاستيطان أوريت ستروك هي الشخصية الأكثر تأثيراً على سموتريتش بخاصة في شؤون الحرب. ويشترك هؤلاء جميعاً في الرؤية الأيديولوجية نفسها من اليمين المتطرف، مع التركيز على قضية الاستيطان.

ويذكر التقرير أن يهودا إلياهو يشغل حالياً منصب رئيس قسم الاستيطان في وزارة الدفاع، ويعتبر "العقل المدبر للعصابة". كما يشير إلى أن شارية ديمسكي يشغل حالياً منصب وزير المال، ويعتبر شخصية مؤثرة.

وتضم "المجموعة" أيضاً عكيفا سموتريتش، هوشعياه هراري، يهوشواع شيرمان، عومير رحاميم، يسرائيل ملاخي، والحاخام أريئيل دورفمان.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن نقاشات المجموعة كانت حادة ومفتوحة طوال الحرب، وأن التوتر الكبير الذي نشأ في كل نقاش تقريباً هو كيفية الاختيار بين الرغبة في تحقيق تطلعات القرار في غزة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الحكومة اليمينية ومواصلة الإستيطان مع تحليل المخاطر السياسية.

فيما يتعلق بمسألة السيادة، تعمل المجموعة كآلية منسقة: يضغط سموتريتش على نتنياهو في المجال السياسي، ويقود يهودا إلياهو تغييرات لطمس المنطقتين “أ” و”ب” في الضفة، ويدير عومير رحاميم حملة إعلامية بمساعدة مجلس المستوطنات، ويخصص شيرمان وهراري ميزانيات “للمستوطنات الشابة” والإستيطان الزراعي.

يتشاور رئيس”الصهيونية الدينية” أيضًا مع خمسة حاخامات دائمين، ينضمون أحيانًا إلى اجتماعات “المجموعة”. في الدائرة الثالثة، يوجد موظفوه الشخصيون في المكتب، وفي الدائرة الرابعة، أعضاء الكنيست من “الصهيونية الدينية”.

تتشابه الانتقادات الموجهة إلى “المجموعة” مع الانتقادات الموجهة لسموتريتش بشكل عام، فيما يعتقد بعض أعضاء الكنيست في الحزب أن كل من حوله ممن يُفترض أن يمثل قطاعًا واسعًا يمثلون الرأي نفسه، وأنه في مجلس استشاري، وأن أتباعه لا يمثلون جميع أطياف “الصهيونية الدينية”.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: