الأحد, 24 أغسطس 2025 05:13 PM

سكك حديد طرطوس: من التدهور إلى آفاق التعافي ودعم الاقتصاد الوطني

سكك حديد طرطوس: من التدهور إلى آفاق التعافي ودعم الاقتصاد الوطني

أكد نضال عبد القادر، المتابع لفرع الخطوط الحديدية في طرطوس، في تصريح لمنصة سوريا 24، على الأهمية الاستراتيجية للخطوط الحديدية في طرطوس، باعتبارها شريانًا حيويًا يربط مرفأ طرطوس ومصفاة بانياس بالعمق السوري، ويعزز حركة النقل والتجارة. وأوضح عبد القادر الدور المحوري لشبكة السكك الحديدية في دعم الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى جهود إعادة التأهيل التي تواجه تحديات جمة، بدءًا من تدهور البنية التحتية وصولًا إلى نقص الكوادر والقاطرات. ومع ذلك، تبقى هذه الشبكة ركيزة أساسية لنقل الفيول والقمح، مع إمكانية عودة قطارات الركاب مستقبلًا.

كشوفات دورية وصيانة إسعافية

أضاف عبد القادر أن البنية التحتية للخطوط الحديدية تعاني من الإهمال، نتيجة عدم إجراء الصيانة اللازمة قبل التحرير. وأشار إلى أن الخط الواصل بين محطة طرطوس ومرفأ طرطوس، المعروف بمنعطف المرفأ، يحتاج إلى استبدال كامل بسبب تلف العوارض الخشبية وانجراف التربة، مما يزيد من خطر خروج القطارات عن مسارها. وأوضح أن القطارات تسير حاليًا بسرعات منخفضة لتجنب الحوادث، مما يؤثر سلبًا على الكفاءة التشغيلية. وأكد على إجراء كشوفات دورية وصيانة إسعافية، من خلال استبدال العوارض الخشبية المتضررة بعوارض خرسانية لتدعيم البنية التحتية. وتوجد دراسة شاملة لإعادة تأهيل الخط الواصل بين المرفأ ومحطة طرطوس، نظرًا لأهميته الاستراتيجية.

ترهل في الدرجات العليا ونقص في العمال الميدانيين

وفيما يتعلق بالكوادر البشرية، لفت عبد القادر إلى وجود ترهل كبير في فرع طرطوس، مع زيادة في عدد الموظفين من الدرجات العليا ونقص حاد في العمال الميدانيين من الدرجات الرابعة والخامسة، الذين يشكلون العمود الفقري لصيانة الخطوط. وأوضح أن معظم هؤلاء العمال كانوا يعملون بعقود مؤقتة، ويجري حاليًا إعادة تأهيل هيكلية الكوادر وتوزيع الفئات الوظيفية، بهدف تجديد العقود المؤقتة للعمال الذين يعتمد عليهم في صيانة وحراسة الخط والممرات السطحية.

آلية النقل اليوم: فيول وقمح وعقود تعاونية

تشهد الشبكة الحديدية في طرطوس حركة نقل منظمة، وإن كانت محدودة مقارنة بإمكاناتها. وتتم عملية نقل المواد عبر القطارات بناءً على اتفاقيات رسمية مع الجهات المعنية. وأوضح عبد القادر أنه يتم نقل الفيول من مصفاة بانياس إلى المحطات الحرارية في حماة وحلب، بموجب عقود مع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية. وبالمثل، يتم نقل القمح من مرفأ طرطوس إلى صوامع الحبوب في الداخل، بالتنسيق مع المؤسسة العامة للحبوب.

أنواع المواد المنقولة: فيول للكهرباء وقمح للإعاشة

تشمل المواد المنقولة عبر خطوط طرطوس الحديدية الفيول الثقيل، لتغذية المحطات الحرارية في حلب وحماة، والقمح المستورد عبر مرفأ طرطوس، لتوفير مادة الخبز. وذكر عبد القادر أن كمية الفيول المنقولة خلال شهر تموز الماضي بلغت حوالي 1250 صهريجًا، موزعة بين المحطات الحرارية في حلب وحماة.

أهمية الخطوط الحديدية: دعم اقتصادي وبيئي وخدمي

أكد عبد القادر أن النقل عبر الخطوط الحديدية يعكس قوة اقتصاد الدولة، لما يوفره من أمان وتكلفة أقل، وتخفيف للضغط على الطرق، وتقليل للازدحام المروري والتلوث. وأشار إلى وجود خطة لإعادة تشغيل قطارات الركاب، لكن العائق الأكبر هو نقص القاطرات. وأوضح أن معظم القاطرات العاملة حاليًا قديمة، ويتم صيانتها دوريًا، لكنها غير كافية لتغطية الطلب التشغيلي. وفي حال توفر قاطرات جديدة، ستشهد الخطوط الحديدية نهضة كبيرة.

خطط مستقبلية: نحو نهضة حديدية شاملة

تسعى الإدارة العامة للخطوط الحديدية لتوفير قاطرات جديدة، وتدرس إمكانية توسيع الشبكة، مع التركيز على إعادة تأهيل خط طرطوس حماة حلب، وتطوير محطات التفريغ والتحميل، وتأمين عربات جديدة، والتخطيط لخطوط نقل جديدة تربط طرطوس بمناطق أخرى.

شريان حيوي في طريق التعافي

رغم التحديات، تبقى الخطوط الحديدية في طرطوس شريانًا حيويًا في منظومة النقل والتجارة السورية. وتشير الجهود الحالية إلى بوادر تعافٍ تدريجي، ترتكز على الصيانة، وإعادة الهيكلة، ووضع خطط استراتيجية.

مشاركة المقال: