دعا المستشار الرئاسي السوري للشؤون الإعلامية، “أحمد موفق زيدان”، جماعة الإخوان المسلمين في سوريا إلى حلّ نفسها بهدف تقديم الدعم للحكومة في هذه المرحلة الحساسة.
وفي مقال له نشره “زيدان” تحت عنوان “متى تحل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نفسها؟”، أوضح أن حل تنظيم الإخوان في الوقت الحالي، على غرار ما فعلته مكونات أخرى مثل “الائتلاف” والمجلس الإسلامي السوري، سيصب في مصلحة البلاد.
وأشار “زيدان” إلى أن تمسك أعضاء الجماعة بعدم الحل يحرم شبابهم من فرصة المشاركة الفعالة في بناء الدولة، وذلك بسبب الخلافات والتحفظات المحيطة بهم، مما يفقد الدولة السورية الجديدة الخبرات والمهارات الضرورية.
كما رأى أن غياب الإخوان عن الساحة السورية لفترة طويلة ألحق ضرراً كبيراً بالتنظيم، وأدى إلى تآكله في ظل حكم البعث. واعتبر أن إصرار الإخوان على تبني مواقف مخالفة ونشر تصريحات تعبر عن عدم رضاهم عن الأوضاع يزيد من اتساع الفجوة مع الشارع المؤيد للحكومة، على حد تعبيره.
وذكّر مستشار الرئيس السوري بقرار الجماعة حل نفسها في الماضي استجابة لشرط الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” من أجل تحقيق الوحدة مع “سوريا”، وتساءل عما إذا كانت تلك المرحلة التاريخية أكثر إلحاحاً من المرحلة الحالية التي تمر بها سوريا، وما إذا كانت دعوة “عبد الناصر” تستحق الاستجابة والطاعة أكثر من حاجة الرئيس “أحمد الشرع” لتثبيت حكمه في ظل الظروف الداخلية والإقليمية والدولية الاستثنائية.
كما قدم “زيدان” أمثلة على تحولات جماعة الإخوان في عدة دول عربية، حيث تحولت إلى حركات سياسية تشارك في الانتخابات والسلطة. واعتبر أن التجربة الإخوانية التي حلت نفسها في دول مثل “الأردن” و”السودان” و”تونس” و”تركيا” أثبتت أن الذين انخرطوا في العمل السياسي والدعوي بتسميات جديدة كانوا أفضل حالاً ممن تمسكوا بسياسات وصفها بـ “الديناصورية”.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا قد أصدرت بياناً في مطلع الشهر الجاري دعت فيه إلى بناء دولة مدنية حديثة بمرجعية إسلامية وإجراء انتخابات نيابية تعددية حرة. وأكد مجلس شورى الجماعة أنه يتخذ موقف الداعم الناصح الأمين من العهد الجديد، والحرص على إنجاح بناء الدولة المدنية الحديثة، مع العلم أن الجماعة أعلنت دعمها الكامل للعهد الجديدة بقيادة الرئيس “أحمد الشرع” بعد سقوط نظام “بشار الأسد”، إلا أنها لم تعد رسمياً لفتح مقراتها إلى الداخل السوري.