الإثنين, 25 أغسطس 2025 02:24 AM

إغلاق قسري لمستشفى الشحيل في دير الزور بعد اقتحامه من قبل مسلحين

إغلاق قسري لمستشفى الشحيل في دير الزور بعد اقتحامه من قبل مسلحين

أُغلق المستشفى التخصصي الوحيد في بلدة الشحيل بريف دير الزور، الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية"، قسرًا اليوم الأحد 24 آب، بعد اقتحامه من قبل مجموعة مسلحة استخدمت نفوذها العشائري. أفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن المسلحين اقتحموا المستشفى لفرض تعيينات وظيفية تحت التهديد بالسلاح، مما أدى إلى إخلاء المستشفى من جميع الكوادر والمرضى وإغلاقه بالكامل من قبل المدير.

وفقًا لمعلومات حصلت عليها عنب بلدي من موظفين في القطاع الصحي وعامل في منظمة "ريليف انترناشيول"، فإن المجموعة المسلحة، التي كان أحد أفرادها موظفًا سابقًا في المستشفى، دخلت مطالبة بتوظيف أقاربهم. بعد الرفض، قاموا بإخراج جميع العاملين والمرضى تحت التهديد، مما دفع مدير المستشفى إلى إغلاقه. لم يصدر حتى الآن أي توضيح أو بيان حول الإغلاق من هيئة الصحة التابعة لـ"الإدارة الذاتية". يذكر أن المستشفى افتتحته هيئة الصحة في تموز 2019، ويضم أقسامًا متعددة تشمل الإسعاف والعيادات والجراحة العامة والنسائية والتوليد والعيادات الخارجية التي تضم عيادات الأطفال والداخلية.

تداعيات إنسانية كارثية

يمثل إغلاق المستشفى كارثة إنسانية في منطقة تعاني أصلًا من نقص حاد في الخدمات الطبية، كما صرح طبيب تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية. وأضاف أن "إغلاق المستشفى يعني حرمان مئات المرضى من العلاج الضروري، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم وربما الوفاة". وأشار إلى أن هذه الحوادث تدفع الأطباء والممرضين إلى ترك عملهم خوفًا على حياتهم، مما يزيد من النقص في الكوادر المتخصصة.

أفاد وضاح السلوم، وهو مريض كان يتلقى العلاج، لعنب بلدي أن المسلحين أجبروه على الخروج من المخبر ومنعوه من الحصول على التحاليل التي طلبها الطبيب. وأضاف أن المسلحين توعدوا بإغلاق المستشفى بالقوة إذا لم يتم تلبية مطالبهم.

قطاع صحي متردٍ

يعاني القطاع الصحي في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة "الإدارة الذاتية" من نقص في الكوادر والمعدات الطبية، بالإضافة إلى غلاء أجور المعاينات والأدوية مقارنة بدخل الأهالي المتدني، وعدم توفر العديد من أنواع الأدوية، وفقًا لمراسل عنب بلدي. كما تغيب عن المنطقة العديد من الاختصاصات الطبية، مثل العصبية والجراحات القلبية، ويعاني الأطباء من تهديدات مستمرة تدفعهم لمغادرة المنطقة بحثًا عن الأمان.

انتشار حالات الكبد الوبائي

تشهد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي "A" ازديادًا في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة "الإدارة الذاتية"، نتيجة لتردي الوضع الصحي وقلة الدعم من لجنة الصحة لأغلبية المستشفيات العامة، وفقًا لتقرير سابق نشرته عنب بلدي في تشرين الأول 2024. تتركز العديد من حالات الإصابة في ريف دير الزور الشرقي، حيث أفادت مصادر طبية تنشط في المنطقة لعنب بلدي أن سبب تلك الحالات هو تلوث مياه الشرب. يلجأ المرضى إلى مستشفيات الحسكة والرقة بسبب نقص الاختصاصات الطبية في مستشفيات ريف دير الزور، مثل الهضمية والصدرية والعينية والعصبية، بالإضافة إلى قلة الإمكانيات والمعدات.

مشاركة المقال: