الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 12:50 AM

"سانا" تنطلق بحلة جديدة وتسعى لاستعادة ثقة الجمهور: تحديثات شاملة وتوجه نحو الإعلام الرقمي

"سانا" تنطلق بحلة جديدة وتسعى لاستعادة ثقة الجمهور: تحديثات شاملة وتوجه نحو الإعلام الرقمي

أطلقت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) هويتها الجديدة في حفل أقيم في 20 آب تحت شعار "سانا.. نقطة تحول". حضر الحفل وزراء وممثلون عن البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في سوريا، بالإضافة إلى ممثلين عن اتحادات ونقابات ومؤسسات إعلامية محلية وإقليمية وعالمية، وشخصيات ثقافية وفنية، وذلك في المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق.

أوضح المدير العام لـ"سانا"، زياد المحاميد، أن هذا الإطلاق يمثل تتويجًا لجهود استمرت أربعة أشهر، خُصصت لإعادة تأهيل البنية التحتية المتهالكة للوكالة على مختلف المستويات. وشملت هذه الجهود، بحسب المحاميد، تحديث الخطاب التحريري، وتعديل السياسة الإعلامية، والابتعاد عن المفردات المستخدمة في عهد النظام السابق، بالإضافة إلى تأهيل الكادر البشري وتدريبه لنقل الخبر بدقة ومهنية ومسؤولية، واعتماد المصداقية كمبدأ ثابت، وإدخال الإعلام الرقمي وتطوير الموقع الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي.

أشار المحاميد إلى التحديات التي واجهت عملية التحديث، وعلى رأسها قدم البنية التحتية للوكالة، التي لم تشهد تحديثًا منذ عام 1978، بالإضافة إلى تهالك الأجهزة التقنية وشبكات الكهرباء والإنترنت. كما أكد على وجود تحدٍ مستمر يتمثل في عدم الثقة بين وكالة "سانا" والجمهور، وتسعى الإدارة لحله قريبًا. وكشف عن توقيع اتفاقية تعاون مع وكالة المغرب العربي، والعمل على اتفاقيات أخرى مع وكالات عربية وعالمية.

من جانبه، صرح وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، بأن انطلاقة وكالة "سانا" تمثل نقطة تحول في مسار تقديم الإعلام الرسمي، لتكون الوكالة لسان الشعب لا لسان السلطة.

نقطة تحول على مستويين

ترى أوساط إعلامية سورية أن انطلاقة وكالة "سانا" الجديدة تمثل رؤية جديدة للإعلام السوري، وبداية لتطوير مساره ومنهجه، بعد التدهور الذي شهده القطاع الإعلامي خلال عهد النظام السابق. وأكد الدكتور أحمد الشعراوي، الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة "دمشق"، أن هذه الانطلاقة تمثل نقطة تحول على مستويين: البنية التحتية واللوجستية والتقنية، والكوادر البشرية.

أوضح الدكتور الشعراوي أنه تم تجديد الوكالة بشكل كامل من الناحية التقنية، وتزويدها بالتكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة للصحفيين. وعلى مستوى الكادر البشري، تم تأهيل حوالي 200 صحفي خلال الشهرين الماضيين، مشيرًا إلى أن تطوير الكادر البشري سينعكس إيجابًا على عمل الوكالة، التي تعتبر "القاطرة الأساسية" لعمل وسائل الإعلام الأخرى.

كما لفت إلى إحداث قسمين أساسيين: قسم "السوشيال ميديا" أو الإعلام الجديد، وقسم المراسلين، حيث تم رفد الوكالة بـ 166 مراسلًا داخليًا و24 مراسلًا خارجيًا، وتطوير عمل الوكالة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا.

خطوات لبناء الثقة

يعتقد خبراء في الإعلام أن الوكالة يجب أن تستغل انطلاقتها الجديدة لتغيير آلية عملها وتحقيق المطلوب منها. ويرى الدكتور أحمد الشعراوي أن المطلوب من وكالة "سانا" أن تكون وكالة أنباء وطنية، تلتصق بمعاناة الشعب السوري وتطلعاته، وتزوده بالأحداث المهمة والقضايا التي تشغل باله، بصدق وموضوعية ومهنية، وأن تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية.

أشار الشعراوي إلى أن إعادة بناء الثقة تتطلب التعبير عن تطلعات الجمهور بصدق وشفافية ومهنية، وتغليب مصلحة الجمهور على مصلحة الحكم.

انطلاق "الإخبارية"

يذكر أن قناة "الإخبارية السورية" انطلقت رسميًا في 5 أيار الماضي، كأول وسيلة إعلامية حكومية تبث بشكل رسمي منذ سقوط النظام السوري. وأكد مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، علاء برسيلو، أن القناة حرصت على تحسين صورة البث وتقديم محتوى بصري مميز.

تقدم بحرية الصحافة

ارتفعت سوريا مرتبتين في حرية الصحافة، لتحتل المرتبة 177 في "التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2025"، بعد أن كانت تحتل المرتبة 179 في عام 2024. وذكرت "منظمة مراسلون بلاحدود" أن سقوط الدكتاتور بشار الأسد أنهى خمسة عقود من القمع الوحشي والعنيف ضد الصحافة، ومع أن الصحفيين باتوا يتمتعون بحرية، لا تزال هشة في ظل عدم الاستقرار السياسي والضغوط الاقتصادية المتزايدة.

وبحسب "مراسلون بلاحدود"، فقد تراجعت الضغوط السياسية على الصحفيين، بينما لا تزال المؤسسات الإعلامية المحلية تعمل جاهدة على إحداث إطار مستدام للصحافة المستقلة، وتتواصل الدعوات إلى سنّ دستور جديد يكفل حق الوصول إلى المعلومات.

مشاركة المقال: