الأربعاء, 27 أغسطس 2025 01:37 PM

وفد أمريكي يطالب لبنان بتمكين إسرائيل من خطة نزع سلاح المقاومة

وفد أمريكي يطالب لبنان بتمكين إسرائيل من خطة نزع سلاح المقاومة

كشفت مصادر مطلعة أن "ضيوف" السلطة اللبنانية من الولايات المتحدة طالبوا الحكومة اللبنانية بتمكينهم من الاطلاع على خطة الجيش لنزع سلاح المقاومة فور إنجازها، على أن يكون لإسرائيل "رأيها" فيها. وقد سُجِّل الكثير من الكلام في هذه الهجمة الأميركية المحمّلة بالرسائل والدلالات.

بلغ المشهد ذروته مع السيناتور الصهيوني ليندسي غراهام، الذي عبّر بوضوح عن انحياز أمريكا المطلق لإسرائيل، مؤكداً أن دور واشنطن مُبرمج لخدمة المصلحة الصهيونية على حساب المصلحة اللبنانية. ويزيد خطورة المشهد أن السلطة اللبنانية الحالية تبدو خاضعة لإملاءات سلطة الوصاية.

استبق "الضيوف" الأميركيون أي احتمال لرفع مطالب لبنانية، بوضع محاذير تتماشى مع إعلان بنيامين نتنياهو: «لا خطوة إسرائيلية قبل نزع السلاح بالكامل». ورغم "تقدير" الإسرائيليين لما نفذته الحكومة اللبنانية من إملاءات، إلا أنه غير كافٍ.

جاء الوفد الأميركي ليكرّس كلام نتنياهو، مؤكداً أن التفاوض مع هذا العدو عقيم، وأن "سلطة الوصاية" في بيروت لن تحصد سوى الخيبة، لأن واشنطن وتل أبيب لا تكتفيان من إذلال الدولة اللبنانية.

لم يتطرق الوفد إلى أي من المطالب اللبنانية، بل تحدث بوقاحة عن وجوب تنفيذ المطلوب: نزع سلاح المقاومة، على أن يكون لإسرائيل الحكم الفصل. وفي المقابل، كان الاستسلام سيد الموقف اللبناني.

ضم وفد الوصاية الأميركية، السيناتور ليندسي غراهام، والسيناتور جين شاهين، والموفد الرئاسي الأميركي إلى لبنان وسوريا توماس برّاك، ونائبة الموفد الرّئاسي إلى الشّرق الأوسط مورغان أورتاغوس، والسفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون. بدأ الوفد جولته على الرؤساء الثلاثة من بعبدا بلقاء رئيس الجمهورية جوزيف عون.

أكد الوفد على ضرورة اتخاذ خطوات لتنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، والاطلاع على الخطة التي يعدّها الجيش اللبناني لعرضها على المسؤولين في إسرائيل للنظر في ما إذا كانت تفي بالغرض، مع إمكانية إدخال تعديلات. وأكد الوفد أنه لن يترك أي مجال أمام أركان السلطة للمطالبة بأي شيء، مع التأكيد على أن كل الخطوات المقابلة معلّقة إلى حين تنفيذ المطلوب.

أبلغ الوفد الرؤساء بأن إسرائيل لن تنسحب من النقاط التي احتلتها، ولن توقف عملياتها قبل الاطلاع على الخطة ورؤية تنفيذ سحب السلاح عملياً من حزب الله، مع عدم إعطاء أي ضمانات بأن أميركا ستُلزِم إسرائيل بتنفيذ كل ما هو متفق عليه لا قبل سحب السلاح ولا بعده.

اختصر السيناتور غراهام هدف الجولة بالقول إن إسرائيل لن تنظر إلى لبنان بطريقة مختلفة إلا إذا قام لبنان بأمر مختلف، وبدون نزع سلاح حزب الله ستكون أي مناقشة حول الانسحاب بلا جدوى. وأشار برّاك إلى أن حكومة لبنان ستقدّم اقتراحها قريباً حول كيفية نزع سلاح حزب الله، على أن تقدّم إسرائيل اقتراحاً مقابلاً عند تسلّم الخطة اللبنانية، مؤكداً أن الهدف هو إقناع حزب الله بالتخلي عن السلاح، وليس خوض حرب.

شدّد برّاك على أن الرئيس السوري أحمد الشرع لا يسعى لعلاقة عدائية مع لبنان، ويريد التعاون معه. وقالت أورتاغوس إن إسرائيل مستعدّة للتحرك خطوة خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانية، وستساعدها على المضي قدماً في هذا القرار التاريخي، وتشجّع إسرائيل على تنفيذ خطواتها.

في عين التينة، جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري رفضه إقامة منطقة عازلة، مؤكداً على ضرورة عودة الجنوبيين إلى قراهم، وإعادة الأسرى، والشروع بعملية إعادة الإعمار، ووقف الاعتداءات. وفي السراي الحكومي، حيث التقى الوفد الأميركي الرئيس نواف سلام، لم تختلف الأجواء عما حصل في بعبدا، وسط تأكيدات بأن سلام هو الأكثر انخراطاً في المشروع الأميركي، والأسرع هرولة لتنفيذ الطلبات، بل يضغط على الآخرين للّحاق به.

سيجول برّاك وأورتاغوس اليوم في الجنوب، حيث يصلان بطوافة إلى ثكنة الجيش في مرجعيون، ويجولان على الخيام والبياضة والناقورة وعلى المواقع الأثرية في صور.

مشاركة المقال: